مشروع وطني عملاق لتعزيز أمن الطاقة: إطلاق أشغال إنجاز خط كهربائي فائق الجهد بين بوجدور وتانسيفت

26 نوفمبر 2025
مشروع وطني عملاق لتعزيز أمن الطاقة: إطلاق أشغال إنجاز خط كهربائي فائق الجهد بين بوجدور وتانسيفت

نون بوست                                                                      علي الكوري 

مشروع وطني عملاق لتعزيز أمن الطاقة: إطلاق أشغال إنجاز خط كهربائي فائق الجهد بين بوجدور وتانسيفت

أعلن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب عن إطلاق مرحلة التأهيل المسبق لاختيار الشركات المؤهلة لإنجاز واحد من أكبر مشاريع البنية التحتية الكهربائية في تاريخ المملكة، والمتمثل في مد حوالي ١٠٠٠ كيلومتر من الخطوط الكهربائية فائقة الجهد العالي (UHT) لربط منطقتي بوجدور وتانسيفت. هذا المشروع الاستراتيجي يمثل خطوة حاسمة في تقوية شبكة نقل الكهرباء الوطنية وتعزيز جاهزيتها لمواكبة التحول الطاقي الذي تعرفه المملكة تحت الرؤية الملكية السامية.

ويأتي هذا الورش الضخم في سياق تنفيذ المكتب لمنظومة متكاملة من المشاريع الهيكلية في قطاع الكهرباء، لاسيما مشروع خط التيار المستمر عالي التوتر (HVDC) الذي سيُحدث نقلة نوعية في الربط الكهربائي بين جنوب ووسط المملكة. ويعكس هذا التوجه حرص المكتب على تطوير شبكة نقل متقدمة وعالية الموثوقية قادرة على استيعاب الإنتاج المتزايد من الطاقات المتجددة، خصوصا في المناطق الجنوبية التي تشهد طفرة مهمة في مشاريع الرياح والطاقة الشمسية.

وينتظر أن يتيح خط بوجدور – تانسيفت الجديد نقل قدرة كهربائية تصل إلى ٢٠٠٠ ميغاواط من مصادر متجددة نحو وسط البلاد، في إطار تعزيز تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء على الصعيد الوطني وتقليص الضغط على الشبكات التقليدية. كما يرتقب تشغيله بداية من دجنبر ٢٠٢٨، وفق ما جاء في بلاغ المكتب، الذي أكد أن هذا المشروع يشكل عنصرا محوريا في تسريع إدماج الطاقات النظيفة وضمان انتقال طاقي مستدام يمكن المملكة من بلوغ أهدافها الطموحة في مجال خفض الانبعاثات وتعزيز الاستقلال الطاقي.

ووفق مسطرة اختيار الشركات، يعتزم المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب المرور عبر مرحلة انتقاء أولي لاستبعاد الملفات غير المؤهلة تقنيا وماليا ، قبل الانتقال إلى طلب العروض في مرحلته النهائية، حيث سيتم اعتماد صيغة “الهندسة والمشتريات والبناء” (EPC). وبموجب هذا النموذج، ستتولى الشركة المتعاقدة جميع مراحل الإنجاز من التصميم إلى البناء ثم التجارب التشغيلية، في إطار عقد يضمن التنسيق الشامل وتسريع وتيرة التنفيذ وفق معايير دولية صارمة.

ويُذكر أن الشبكة الوطنية لنقل الكهرباء تمتد اليوم على أكثر من ٣٠ ألف كيلومتر من الخطوط ذات الجهد العالي جداً، تشمل خط ٤٠٠ كيلوفولط الرابط بمدينة الداخلة. كما يعمل المكتب على إنجاز خط آخر بنفس الجهد يرتقب تشغيله في منتصف سنة ٢٠٢٦، بطاقة إضافية تناهز ٩٠٠ ميغاواط، لتأمين نقل إنتاج المحطات الريحية الجديدة التي سيتم تشغيلها عند متم السنة نفسها. وتندرج هذه المشاريع ضمن دينامية استباقية لتأمين العرض الكهربائي وتقليل الفجوات التي قد تنتج عن ارتفاع الطلب الوطني.

وبإطلاق مشروع بوجدور – تانسيفت، يخطو المغرب خطوة إضافية نحو ترسيخ مكانته كأحد أبرز رواد الطاقات المتجددة في المنطقة، مستثمرا في بنية تحتية كهربائية مستقبلية تستجيب لحاجيات التنمية وتتماشى مع الاستراتيجية الوطنية الرامية إلى تعزيز إنتاج الطاقة النظيفة. ويأتي هذا الالتزام من المكتب الوطني

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة