لا ترفعوا الحـَـجْر!!

12 مايو 2020
لا ترفعوا الحـَـجْر!!

مع اقتراب يوم 20 احس بالخوف من الاتي..
احس بالغبن و الرعدة و الذهاب الى المجهول.. لذلك فاني لا اتمنى ان يرفع الحجر!
ارجوكم لا ترفعوه عنا..
ماذا سنفعل ان خرجنا ووجدنا الطريق الى الشوارع و الحياة؟!
من سيملأ جدران الفيسبوك باللايفات و التصليعات و صور الكتب التي لا تقرأ؟!!
من سيمطرنا بالفيديوهات المضحكة و المخيفة و المملة الني تجعل هواتفنا تفيض علينا كل يوم ودقيقة …
لا ترفعوا الحجر .. اتركوه لنا كي نمطر العالم بثوراتنا الزرقاء لاسقاط القوانين وهي في مهدها و اكتشاف الفروق بيننا و بين الخيل و البارود في عقبة غزاوة!!
من سيبقى له الوقت بعد اليوم ليحسب عدد “الدروج” و صيحات الفَـرُّوج و الزليج المقلوب و الحيطان المشقوقة!!
فلا ترفعوا عنا الحجر!
سنهجر كل ذلك و نخرج للشوارع و كأننا لم نخرج إليها من قبل..
و سننظر إلى بعضنا و كأنها المرة الأولى بعد العودة من حياة “ماوكلي” لنكتشف أن أناسا آخرين يشبهوننا يخفون ملامحهم خلف الكمامات!
سنبدو و كأننا لا نلوي على شيء ، في كل الاتجاهات نمضي لنرى الذي فاتنا أيام الحجر … و نتعانق بسخرية من الفيروس..و نتلامس ،ونتهامس ، ونطلق العنان لكل الممنوعات أيام الكورونا …
سننسى كل “التدابير” الوقائية..و سنـتـسـخ عن سبق إصرار ..و سنعود للبصق في الشوارع و تلمس الخبز و الفواكه و العناق مبللين بالعرق بعد تسجيل الاهداف في مباريات الكرة!
وسنعود لكل شيء ،و كأن لا شيء وقع..وكأن لا فيروس يتجول في البلد..وكأننا لسنا معنيين بموجته الثانية أو الثالثة أو الخامسة..وكأننا شعب الله المختار الذي لا يأتيه كورونا من أي جانب!
سنعود.. و سيعود الفيروس!
و سنعود لبكائيات الفيسبوك ، ولكماماتنا ، و لتصليعاتنا ، و لرياضاتنا المنزلية ،و لدعواتنا “لبوزبال” (الذي هم الآخرون فقط) لاحترام ضوابط الحجر..و سيخرج فينا من يصرخ في البوق بأهمية “الحـِــجر”..
سنعود لحساب عدد “الدروج” وصيحات الفَـرُّوج و مواعيد الخروج..
لكي نعود من جديد!
أرجوكم..لا نريد أن نعود إلى المربع الأول!

محمد المراكشي،
مع التحية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة