نون بوست-متابعة
بعدها بيوم تحدث المستشار العلمي للحكومة البريطانية عن “”مناعة القطيع”، التي تقضي بأن يصاب بالمرض 60% من الشعب البريطاني.بمعنى أنه كلما توسعت دائرة انتشار الوباء فستصبح هناك مناعة وطنية أوسع لأجيال، رغم ما قد يرافق ذلك من خسائر في الأرواح.
وألمح فالانس إلى احتمال ترك فيروس كورونا يصيب نحو أربعين مليونا من سكان المملكة المتحدة، أي 60% من السكان، للوصول إلى “مناعة القطيع”، وهي نظرية معروفة تقول بمواجهة أي فيروس بالفيروس ذاته؛
فهل تقوم آلية التعامل الطبي البريطانية على التضحية بمليون شخص ليعيش بقية الشعب؟
ما مناعة القطيع؟
يحارب جسم الإنسان الأمراض المعدية عبر جهاز المناعة، فعندما يتعرض جهاز المناعة لعدو جديد –فيروس مثلا- فإنه يتعامل معه، وإذا عاش الشخص وتعافى فإن جهاز المناعة يطور ذاكرة لهذا الغازي، بحيث إذا تعرض للفيروس مستقبلا فيمكنه محاربته بسهولة.
هذه هي الطريقة التي تعمل بها اللقاحات، والتي تقوم بخلق ذاكرة للمرض من دون أن يصاب الجسم حقيقة بالمرض، إذ يكون اللقاح مكونا من فيروسات ميتة أو ضعيفة، لكنها كافية لتكوين ذاكرة لدى جهاز المناعة، من دون إصابة الجسم بالمرض.
مناعة القطيع تقول التالي: إذا كان لديك مرض جديد مثل كوفيد-19، وليس له لقاح، فعندها سينتشر بين السكان، ولكن إذا طور عدد كافٍ من الأشخاص ذاكرة مناعية، فسيتوقف المرض عن الانتشار، حتى لو لم يكن جميع السكان قد طوروا ذاكرة مناعية.
انتقادات حادة
تصريحات فالانس قوبلت بانتقادات حادة، حيث شككت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس في جدوى إستراتيجية بريطانيا لمواجهة انتشار فيروس كورونا، والقائمة على “مناعة القطيع”.
وأوضحت هاريس أنه لا تتوفر معرفة علمية كافية بفيروس كورونا، لأنه مستجِد وليس معلوما بعد كيف يتفاعل من الناحية المناعية، مبينة أن كل فيروس له طريقة مختلفة في التعامل مع المناعة التي تتطور لمواجهته.
وطالبت هاريس بالتركيز على الأفعال بدل النظريات في مواجهة الموقف الحالي.
وفي رسالة مفتوحة، قالت مجموعة من 229 عالما من جامعات المملكة المتحدة إن النهج الحالي للحكومة سيضع خدمات الصحة الوطنية تحت ضغط إضافي، ويخاطر بعدد من الأرواح أكثر من اللازم.
كما انتقد العلماء تصريحات السير فالانس بشأن التعامل مع انتشار عدوى كورونا لجعل السكان محصنين.
وقال العلماء إن “تدابير التباعد الاجتماعي” (مثل منع التجمعات والحجر الصحي وتعطيل المدارس والجامعات والعمل من المنزل) الأقوى ستبطئ بشكل كبير معدل انتشار المرض في المملكة المتحدة، وستنقذ آلاف الأرواح.
وقالت المجموعة العلمية إن “التدابير الحالية غير كافية، يجب اتخاذ إجراءات إضافية وأكثر تقييدا على الفور”، كما يحدث في دول أخرى.