الـ”بوربوينت” يجعلنا أغبياء!

6 مارس 2020
الـ”بوربوينت” يجعلنا أغبياء!

دأبت في الاونة الأخيرة معظم المصالح و الادارات أفرادا وقطاعات على استعمال عروض الـ”بوربوينت”، إذ يعتبرها الكثيرون “فتحا” تكنولوجيا مبينا أزاح الكثير من الغم و الهم عن مقدمي “العروض”..

لكن ، وبخلاف راينا الايجابي و المتحمس لهذه “الجائحة” التي اجتاحت إداراتنا و اجتماعاتها ، نجد ان العالم من حولنا بدأ يستفيق من هذه “الكَـلبة”…

ـــــــــــــــــــــــــــــ

أينما وليت وجهك في الاجتماعات و العروض تجد مقدمي عروض “البوربوينت” حاملين تلك المعرفة ، مختبئين وراء فكرة لم يفكر ابدا صانعها الأول بأنها ستصبح على هذه الشاكلة.. و انظر حولك و اسأل نفسك و الاخرين كم يدوم تركيزك مع شخص يقرأ ما يسلطه الحاسوب عبر “المسلاط” ،أو “الداتا شو” الذي ينطقه كثيرون بـ”الداتاشور”!

صارت “عروض” البوربوينت” اكثر العروض و الدروس التي تصرخ في وجهك العبوس المتثائب داعية إياك ان تخرج و تنصرف…

ــــــــــــــــــــــــــ

منذ 2010 ، لم تتوقف الدراسات و المقالات المتخصصة في نقد “جيل البوربوينت” من المحاضرين و العارضين و الأساتذة الجامعيين ، و اعتبرت العديد منها تلك التقنية “غاسلة للدماغ” إلى درجة ان المؤسسة العسكرية الأمريكية “بجلال قدرها التكنولوجي” اعتبرته مسؤولا عن “جعلنا أغبياء”.

أما في الأوساط الجامعية الفرنسية مثلا ،فقد أصبح التساؤل عن هذه القدرة المزدوجة لدى هذا البرنام على تسهيل عملية الإلقاء و في نفس الوقت على تسهيل “موت الدرس الجامعي”…

إنه اتى ليسهل العرض فإذا به يقتله..وهو ماجعل شركات و مؤسسات كبيرة مثل “أمازون” تمنع استعماله في اجتماعات و عروض اطرها..!

ـــــــــــــــــــــــــ

قد يعتبر البعض أن هذا الكلام يعاكس تيار التقنية الجارف ، لكنه حقيقة تحول إلى سؤال فلسفي صار يتخصص في الاجابة عنه مختصون من علوم التكنولوجيا إلى علم النفس و الاجتماع…

يكفي ان تجد كل الذين تعتقد انهم ينصتون لـ”عرضك” المقروء أمامهم في الوقت الذين يستطيعون قراءته يحسون و كأنهم يضيعون الوقت فيتناولون هواتفهم النقالة و يتثاءبون و ينظرون إلى ساعاتهم و إلى احذيتهم و إلى السقف و إلى ربطة عنقك غير المتقنة الربط…في انتظار أن تنتهي ،ليأتيك “النبهاء” منهم بابتسامة صفراء بلهاء طالبين منك أن تنسخ لهم عرضك او محاضرتك او بياناتك على الـ”usb”….

نموذج آخر للتكنولوجيا في أيدينا!!!

محمد المراكشي،

مع التحية. 

  

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة