
زيارة رئيس الحكومة و بعض وزرائه لجهة كلميم وادنون نهاية الاسبوع كانت بحق أهم ما طبع الحدث الجهوي..و قد تابع الراي العام باهتمام كبير أطوار هذه الزيارة ، آملا بعضه في خير تأتي به ، و معتبرا بعضه اﻵخر أنها مجرد زيارة تؤثت زيارات مماثلة لجهات أخرى من البلاد.
لكن لا أعرف لمَ راودتني فكرة شبه كبير بجلسات الاستماع لهيئة الانصاف و المصالحة و انا أرى ما وصل من اطوار جلسة ” التواصل”.. فقد ساد هذه الجلسة في ما رشح من تدخلات للـ”منتخبين” و كلماتهم خطاب معاتب ،مظلومي ، لواقع مضرور و كأنه يطلب جبر ضرر حكومي!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت كلمة رئيس المجلس الاقليمي لسيدي إفني أكثر هذه التدخلات وضوحا ،وصراحة ، إلى درجة أنها جعلته يبدو بخطاب مغاير تماما لما عُهد على المنتخبين في مثل هذه المواقف.
كان بوليد موفقا إلى ابعد مدى في كلمته المختصرة ، وهو سواء اتفقنا معه أو اختلفنا عبر عن بعض من خوالج النفوس و آلام إقليم انتظر كثيرا . أظنه لم يخطئ حين أشار إلى كل ما صدحت به الحناجر و اﻷقلام و الشعارات منذ عقد من الزمن ، كما لم يخطئ – في نظري- حين طلب التوضيح بخصوص اﻷربعين الشهيرة…
لم أسمع أو يرشح إلي رد الوزير او وزرائه المعنيين باسئلة بوليد حول العقار و الخط البحري و السياحة و القرمزية ، لكني أخمن…
و لكل تخمينه!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طبعا، لا يمكننا إلا ان نثمن مثل هذه الزيارات و اللقاءات ، لكن المهم هو أن تكون ذات مردودية ..فهي إن بقيت على هذه الحال مجرد حالة استماع فإنها لن تكون سوى إضافة شكل آخر من اشكال العمل الحكومي التي يفقد فيها المواطن الثقة..
لذلك ، نتمنى ان يكون خير من وراء القصد و أن لا يكون “الطبيب” العثماني قد اعتمد تقنية التطهير النفسي عند أرسطو فقط و أثار زوبعة ذهنية لتاثيت “التواصل” لا أقل و لا أكثر!
محمد المراكشي،
مع التحية.