“متعاقدون” ضد التسلط..

20 فبراير 2020
“متعاقدون” ضد التسلط..

يخوض الأساتذة “المتعاقدون” أو “أطر الأكاديمية” أو “موظفو الأكاديمية” إضرابهم الثاني هذه السنة الدراسية لأربعة ايام بدءا من يوم امس.

يفضل هؤلاء الأساتذة أن يطلقوا على انفسهم وصف “الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد” ،وهم محقون في ذلك مادامت العقود التي وقعوا عليها يوما كانت موضوع “إذعان” لا اقل و لا أكثر.

وإذا كنت من الذين يرون غير ذلك ،فلا تستمر في القراءة حفاظا على صحتك من ارتفاع الضغط !

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لفهم معاناة هؤلاء الأساتذة يكفي أن نذكر أنهم لا يسري عليهم النظام الأساسي للتربية الوطنية ،واكثر من ذلك لم يطرح أحد السؤال الأكبر :هل يسري عليهم اصلا نظام الوظيفة العمومية.؟ 

لقد “توهتنا” التصريحات الرسمية و شبه الرسمية في تسميتهم ، وكأنها ارادت فقط محو عبارة التعاقد الذي صار إسقاطه شعارا أكبر من كونه شعار فئة..فهو يتحول شيئا فشيئا إلى مفهوم سياسي مادامت “الرؤية” الرسمية تربطه بــ”الجهوية” و خطواتها،و بـ”اختيارات” حكومية نراها غير شعبية.

طبيعي أن يحتجوا.. و لا يتفاجأ أحد يوما إن صار هذا الاحتجاج أكبر من هذه الفئة…فهو جزء من تسلط حكومي عام يفترض معارضة اجتماعية…

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 نموذج من نماذج معاناة هؤلاء الأساتذة مع التسلط في صوره المصغرة ، نجده في مركز لـ”التكوين” . فقبل ايام ،استفسر المسؤول عن المركز  الأساتذة “المتدربين” في المؤسسة عن حقهم في ممارسة الاحتجاج.

من الملاحظات بخصوص المراسلة كونها وجهت  “تهما” بما أسمته “تنظيم تجمع بساحة المركز دون ترخيص أو تنسيق مع الادارة ، وعرقلة سير التكوين بالمقر ،و القيام بأنشطة غير تكوينية بساحة المركز ،واستغلال مرافق المركز لغير ما وضعت له.”

لا أعتقد أن خطاب هذه المراسلة تربوي ، فهي اقرب إلى الخطاب السلطوي الذي جعل “إدارة” المركز اشبه بسلطة ترابية  تمنح التراخيص و يتم إشعارها وفق قانون التجمعات و الحريات العامة.. 

الرجوع لله! هو مجرد احتجاج مشروع .. وتلك مجرد ساحة في مجرد مركز تكوين له مجرد إدارة “تربوية”!

أما الساحة فإني مع كثيرين نود أن نعرف طبيعة الانشطة “التكوينية” التي تعودت الادارة الكريمة على القيام بها فيها لنستفيد!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذ نموذج من التسلط الذي يعانيه هؤلاء الأساتذة في الطريق لأن “يفرض عليهم عدم الاحتجاج” بعد أن “فرض عليهم التعاقد”. 

و إضرابهم من نماذج النضال ضد التسلط.. ومثلهم – نحن- متعاقدون ضد هذا التسلط.!

وكل 20 فبراير وأنتم بخير…

محمد المراكشي،

مع التحية النضالية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة