التفاؤل السياسي عند محمد الساسي

18 فبراير 2020
التفاؤل السياسي عند محمد الساسي

في محاضرة للأستاذ محمد الساسي ،الأكاديمي و اليساري المغربي ، ألقاها مؤخرا ضمن فعاليات لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي بالدار البيضاء ، أثار نقاشا حول الحزب اليساري المنتظر نتيجة توحيد قوى الفيدرالية (تجدون فيديو على موقع العمق المغربي).
و في سياق حديثه ، بعيدا عن نقاشات تخص اليساريين لا تتسع لها هذه الهوامش ، أثارتني نقط كان أهمها حديثه عن المجتمع المدني و العمل الحزبي في المغرب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اعتبر الأستاذ الساسي أنه من الواجب التعامل مع المجتمع المدني من طرف الاحزاب بطريقة مختلفة..وهو حين تحدث عن هذا المجتمع المدني ،فهو قد تجاوز مفهومه المعروف حول مكوناته مضيفا إليها الفعاليات غير المنظمة ، و ما اسماه بـ”ساكنة الفيسبوك”.
فالعمل المدني ،شئنا أم ابينا ، صار بشقين أولهما واقعي و الثاني واقعي “افتراضي”.. و قد صار الثاني مؤثرا في المجتمع و الرأي العام ومن هنا تكتسب رؤية الساسي أهميتها.
فساكنة الفيسبوك ،كما نراها ، ذات قوة اقتراحية و نقدية مهمة لذلك وجب الانفتاح عليها ضمن رؤية جديدة للعمل الحزبي ليس بمنطق الاحتواء و إنما بمنطق الفعل المجتمعي المساير للعصر..
نؤكد على أن هناك مجهودا كبيرا ينتظر الأحزاب كما ينتظر المجتمع المدني ،خصوصا في وضوح شقه الافتراضي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
في نقطة اخرى ، أكد الساسي على أهمية و مركزية العمل الحزبي في البناء الديمقراطي..فلا ديمقراطية بدون أحزاب ،وإن بدأت تسود بعض المواقف غير المبنية على اساس ترى أن “زمن الأحزاب انتهى”.. فالديمقراطية لم تبدع أية ممارسة للحكم دون اعتمادها على الأحزاب..
يبدو اننا سنحتاج الأحزاب عكس ما نعتقد ، وممارستنا للحكم أو المعارضة أو التمثيلية الانتخابية مبنية على أساس الانتماء الحزبي ، لذلك فإن نظرة التبخيس للعمل الحزبي ستنتهي بنضال نخبه و قوة المحتمع المدني في مراقبته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أختم بقول اخير للساسي بعيد حديثه عن آفاق عمل الحزب اليساري العتيد حين اعتبر أنه نتيجة لموازين القوى الحالية ،فإن الطريق إلى المستقبل الديمقراطي يبدو أنه سيكون طويلا .
إن ما يميز العرض السياسي لمحمد الساسي هو أمله المتجدد وتفاؤله بنقاء العمل السياسي و النضال من أجل الديمقراطية في بلد حفظنا فيه عن ظهر قلب أن درب النضال طويل عسير…
أحترم هذا الرجل.

محمد المراكشي،
مع التحية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة