
أقصد معرض الدار البيضاء الدولي قصدا واضحا..
فرغم كل ما يقال فجأة هذه الأيام في الاعلام الرسمي و غيره عن القراءة و اهميتها ،فإني لا اجد حرجا في هذا القول رغم أني من دعاة القراءة و تشجيعها.
إن معرض الكتاب الذي بلغ كل هذه السنين في أكثر من خمسة و عشرين دورة مضت ليسائل نفسه قبل أن نسائل منظميه الدائمين عن جدواه..و تأثيره على القراءة و دنيا النشر و الكتاب في البلاد.
لا ارى شخصيا اية جدوى من الاستمرار فيه على هذه الشاكلة ،إذ إنه صار من اللازم على هذا المعرض المركزي الممركز ان لايتمركز..و ان يساير -على الأقل- التصورات الرسمية للبلاد في “لامركزيتها و لا تمركزها” ، أو لنقل بواضح الأمور على أثر قول قديم طالبين منه أن “يتعدد” أو “يتبدد”.!
من أمثلة اللاجدوى ، فإننا دوما نطرح السؤال عن توقيته غير المناسب للمدرسين و المتمدرسين في طول البلاد وعرضها ، وهم اكثر الناس التصاقا (بالضرورة) بالكتاب و النشر ، إلا إذا كان من بين اهدافه تشجيع الهدر و الغياب المدرسيين أو أنه لا يرى متمدرسين في المغرب إلا من هم على مقربة من مكان تنظيمه!
إنه كان و لازال في اعتقادي معرض كتاب للمغرب “النافع” فقط ، و لا يعنيني في شيء مادام لا يفكر منظموه و المشرفون عليه في خلق مثيل له على مستوى كل جهة على الأقل ، و في كل إقليم حتى ،وماذلك على الدولة و الحكومة ووزارة الثقافة ببعيد.!
أما وهو كذلك ،فإنه يمر على اغلب مواطني البلد من محبي القراءة أو ممن تستهدفهم عوالم النشر و الكتب حقا مثل أي إشهار على تلفزة لايراها احد ،أو في نشرة راديو لا يسمعها احد…
ويتساءلون عن انحدار القراءة في البلد!
محمد المراكشي،
مع التحية.