
هل سمعت بهذا الخبر؟!
فقد أعلنت شركة ألفابت المالكة لغوغل و شبكته الكبيرة لأول مرة عن ارباح موقع يوتوب لسنة 2019 و التي بلغت هذا الرقم الذي “لايجمعه إلا الفم”.. فـ15 مليار دولار تشكل لكثير من البلدان رقما صعبا هو عنوان تسديد ديونها ،أو أقل او اكثر قليلا من ناتجها الوطني الخام كله.. وها نحن قد أحيانا الله إلى ان رأينا شركة كل عملها في “الهواء” تربحه!
ما أشبه عمل غوغل هذا بـ”السماوي”!
لكن ، ومن منظور آخر ، و انت تطرح السؤال الذي يشرد بك بعيدا عن قراءة هذه الحروف ، فإنه ضروري أن تعرف أنك أديت لليوتوب نصيبك من هذه “الكانيوت”.. فكل فيديوهاتك المحببة التي دخلتها و شاهدتها او أعدت مشاهدتها و فرحت بها و شاركتها هي المنتوج الذي جعلك من حيث لا تدري منتوجا يدر كل هذه الأرباح..
نعم،لا تخجل..فكلما ولجت لخدمة “مجانية” على الانترنيت ،فاعلم أنك أنت السلعة.
ليس سهلا كل هذا العمل الذي أوصل منصة يوتوب إلى هذا النجاح..فهو و إن كان مُنتقَدا في كثير من الأحيان ،إلا أنه سد فراغا كبيرا في المحتوى الاعلامي و الفني و الثقافي..كما في المحتوى التافه ايضا..و لا اشك قيد أنملة أن الذي أدى لنجاح المنصة و مثيلاتها هو هذا الجزء التافه (أو الذي اعتبره كذلك) من وجهة نظري التي يشاركني فيها خلق كثير.
لا شك أنك وأنت تقرأ هذا الخبر فإنك ستكون حتما واحدا من هذين: متعجب لهذه القدرة الهائلة على الربح بأرقام فلكية ،أو متألم لأنك لم تكن صاحب فكرة اليوتوب يوما…
و لأننا تعودنا أن نترك أمورنا للصدف و الدعاء ،فإننا لن نفهم بسرعة أن عمل كبيرا امتد منذ 2006 إلى الآن ليصل إلى الخمسة عشر مليار…
أحاول أن أفهم -مثلك- و لكن قول “شاعر مغربي” تافه يصر على ملاحقة أذني منشدا:
“السماوي الله يداوي!”
محمد المراكشي،
مع التحية.