سيدي افني ليست بخير..

تبدأ يومك ككل الناس ،مهما اخفوا ذلك عن اﻵخرين وعن أنفسهم، بقضاء حاجتك.. وحين تنتهي حاجتك،تجد أنها في حاجة هي اﻷخرى للانصراف..لكن الماء يأبى أن يقضي حاجتها..فقد توقف عن التدفق دون إعلان..
سيدي إفني ليست بخير…
تحاول تجاوز اﻷمر من هنا أو من هناك.. تأخذ بعضك و تخفي وجهك عن الانظار الصغيرة و الكبيرة في بيتك و تخرج..هاربا ربما..باحثا عن ماء معبإ بعيدا عن أعين “المقاطعة” الجميلة..تسأل البقال فيجيبك أن لا ماء…
لا ماء عند كل الدكاكين..قنيناتهم المعدودة نفذت حين اشتراها أمثالك العطشى الهاربون بدورهم …
سيدي افني ليست بخير…
اﻷفران تتوقف مثل ساعة قديمة “تعمل بــالدم”..كما كان يقال.. إذ وحدها أفران المدينة عندنا تتوقف إذا انقطع الماء،فلا تخبز..وعندما ينقطع التيار الكهربائي،فلا تخبز..وعندما تحل علينا اﻷعياد ،فلا خبز في يوم عيدنا القريب..
سيدي افني ليست بخير…
شواطئنا لازالت تحتفظ بمداخل متربة ، غير منظمة ولا فاتحة لشهية الاصطياف.. ورمالها القليلة التي بخير ،انتصبت فيها “باراسولات” لا يود كراءها أحد… شواطئ فارغة تعنون أزمتنا..وتفضح هذا التراخي (الا في دعم مهرجانين فاشلين)في جعلها وجهة حقيقية للاصطياف…
سيدي افني ليست بخير…
مشاريعنا العملاقة التي تمر بها في يومك ،وكأنها أقسمت ألا تنتهي..أو ربما هي تملأ فراغا آت يدوخ مثل كل زوار المدينة من السائقين في مداراتها المختلفة عن كل رومبوانات العالم… فهي مصيدة دائمة تتوه فيها عن قانون اﻷسبقية المتغير حسب الزمان و المكان و المزاج…
لا القنطرة مثل قناطر العالم ،ولا الرومبوانات مثل مدارات العالم و لا المشاريع بدأت لتنتهي…
سيدي افني ليست بخير..
البارانديا كئيبة في نهاراتها و ليلها..نفس الوجوه أو اقل منها تتأمل نفس الوجوه المتسائلة يوميا عن هذا الكساد العظيم الذي اجتاح المدينة هذا العام..ونحن لا علاقة لنا بالازمة المالية أو أزمة الليرة التركية… فقط أحببنا ان ندخل عالم الراسمال بخبرتنا القليلة في عوالم الجشع “الصغير” و بشواياتنا الأسطورية وبأكريتنا التي أردناها ان تضاهي أثمنة الفنادق المصنفة..
لكن نموذجنا التنموي هذا فشل للأسف… وصرنا نبحث عن الاسباب و السبب فينا، وفي مسؤولينا..
ونردد بلا أمل:
سيدي افني ليست بخير…

محمد المراكشي

medmarakchi@yahoo.fr