
كل شيء على الوجوه أو في وسوم الطرقات و الأزقة بالمدينة قد يعني بلا شك أن الناس مستاءة للغاية من واقع المدينة.. هذا حق لا باطل يعتريه… فكل ما يعيشه الافناوي على اختلاف وضعه الاجتماعي (المتقارب) و ما يراه يوميا يجعله يلعن هذا “الحظ” إن كان “حظا” لمدينته ، و يلعن اليوم الذي آمن فيه بأن هناك من يستطيع أن يتحمل مسؤوليته تجاهها كاملة!
إنما ، ليست الصورة بهذه القتامة ، وهذا السوء ، حينما نتحدث عن سلوك الافناوي المعبر عنه علنا عبر سلوكات الاحتجاج العديدة أو حتى ذاك الخفي المسكوت عنه .. فمن مميزات ناس هذه الأرض أنهم كلما ضاقت بهم الدنيا و مافيها ،إلا و آمنوا بشدة بأن دوام الحال من المحال…
وذاك هو صلب الشخصية الافناوية التي تبدأ عامها الجديد…
يأمل الافناويون ،رغم كل ما يبعث على القلق و الحزن لحال المدينة التي عادت الى سنوات الموات ، أن يتغير شيء في حاضرتهم التي اصبحت اقليما… يأملون أن تصبح مركزا حقيقيا لهذا الاقليم القروي غير المحظوظ في خطط التنمية على مدى السنوات المتعاقبة.. يأملونها مركزا لمبادرة حقيقية تفتح ابواب الأمل في تغيير حقيقي لأوضاع الناس و مدينتهم و قراهم..
إذا فتحت قلب كل افناوي ، مهما بلغ به الغضب من هذا الحال الكاسد الذي تمر منه المدينة ، ستجد سماء من الأمل…فهو زاده الذي لا يتخلى عنه حتى و إن سيق بشكل أو بآخر ، الى اليأس…
لذلك ، ستجد الذي يدرس بجد يواصل ، والذي يبحث عن فرصة ولو مثل إبرة في كومة قش يواصل ، و الذي يناضل يواصل ، والذي يلعب الكرة يواصل،و الذي يصنع لوحات فن راق يواصل ،والذي يواصل دروب الحياة بحثا عن حلوها أكثر من مرها سيواصل… كما يواصل في طرف آخر ، بالضرورة ، من يريد سيادة إحساس اليأس و الموت و الرغبة في الرحيل!
نأمل أن يتغير وجه المدينة ، وتكون 2020 بداية لتغيير واقع الحال ، فتصبح المدينة مدينة ،و الاقليم إقليما …
فلنتعلم إذن من هذا السلوك الافناوي الأبدي …
أكيد ، سينتصر الأمل…
محمد المراكشي،
مع التحية.