نون بوست – محمد أنفلوس
ربما حسب علمي ،في العالم يوجد مسجدان يحملان هذا الاسم “مسجد المغاربة” .واحد يعرفه العالم ويوجد في القدس الشريف وواحد يوجد في سيدي افني مغلق منذ خمس سنوات.
مسجد المغاربة الذي يعرفه العالم
هو مسجد بناه القائد الفاتح صلاح الدين الأيوبي عام 590هـ الموافق 1193م، وكانت تقام فيه صلاة المالكية . يقع جامع المغاربة في الزاوية الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى المبارك جنوبي حائط البراق. .ولهذا المسجد بابان، باب مغلق في الزاوية الشمالية، وباب مفتوح في الشرقية، ويستعمل اليوم قاعة عرض لأغراض المتحف الإسلامي، الذي نقل من الرباط المنصوري إلى هذا المسجد، وذلك في عام 348هـ الموافق 1929م.
باب المغاربة ومسجد المغاربة
يفتخر المغاربة ان لهم بابا بالقدس هو “باب المغاربة” وسُمي كذلك لأنه قريب من جامع المغاربة المجاور له والواقع داخل المسجد الأقصى، نسبة إلى حارة المغاربة الواقعة خارجه، وهي الحارة التي جاور بها المجاهدون المغاربة الذين قدموا للفتح الصلاحي، وأوقفها عليهم الملك الأفضل بن صلاح الدين عرف هذا الباب أيضًا باسمي “باب البراق” و”باب النبي”، حيث يعتقد أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد دخل منه للمسجد الأقصى ليلة الإسراء والمعراج، كما يعتقد بعض المؤرخين أن الخليفة عمر بن الخطاب دخل من ناحيته إلى الأقصى أيضا بعد الفتح.
وهذا الباب هو الباب الوحيد المفتوح اليوم الذي لا يسمح للمسلمين بالدخول منه إلى المسجد الأقصى، حيث صادرت قوات الاحتلال الإسرائيلي مفاتيحه عام 1967 وقصرت الدخول من هذا الباب على غير المسلمين منذ ذلك الحين، كما أن هذا الباب تستخدمه قوات الاحتلال عادةً لاقتحام المسجد الأقصى ومهاجمة المصلين.
مسجد المغاربة الذي لا يعرفه العالم
مسجد المغاربة هو مسجد صغير يطل على البحر بمدينة سيدي افني بحي الكاطع .يعتبر من المعالم البارزة في المدينة حيث لعب على مر التاريخ دورا مهما في نشر فكر المقاومة ضد الاستعمار الاسباني .وسُمي بهذا الاسم لان الاسبان رفضت التكلف ببنائه لانها سمحت ببناء الجامع الكبير ولكن المغاربة ناضلوا من اجل بنائه في قلب المدينة و بجانب الكنيسة التي كان يتعبد فيها النصارى والتي تحولت ،للاسف ،الى محكمة اليوم في ضرب سافر لتاريخ مدينة تعتز بمآثرها التاريخية .
توقف مسجد المغاربة الذي لا يعرفه العالم منذ 02 مارس 2015 حيث قررت السلطات الإقليمية إغلاقه في وجه المصلين بسبب الحالة المزرية التي تعرفها بنايته والتي تعتبر خطرا على المصلين بسبب قدمها وتآكلها. مما حدى بساكنة الحي إلى إصلاح مستودع قديم و استغلاله كقاعة الصلاة للرجال وبناء قاعة للصلاة من البلاستيك لفائذة النساء كحل مؤقت في انتظار ترميم واصلاح مسجد المغاربة، على غرار الاصلاحات التي عرفها كل من المسجد الكبير بالمدينة و مسجد حي للامريم.
ولكن الحل المؤقت اصبح دائما ولا تزال الساكنة تنتظر من يعيد لها مسجدها وجزء من ذاكرتها.وفي الختم لابد من الاشادة بمجهودات جمعية رعاية وبناء مسجد المغاربة التي ناضلت من اجل بناء القاعة وتناضل اليوم من اجل بناء المسجد مع حفظ ملكية ذوي الحقوق وتحية للاخ حسن طربوش المؤذن الذي يعتني بالمسجد ليل نهار دون ان يتقاضى درهما من اكبر واغنى وزارة في المغرب