
الذين يعملون ، وهم ليسوا قلة بالضرورة ، هم حاملو مشعل الحياة في هذا البلد.
وهم فعلا لا يستوون مع الذين لا يعملون ، و يحطمون باللامبالاة او بالتفاهة أو بتسفيه الجهد آمال الشباب الكثيرة في سيدي إفني و وادنون كلها..بل و المغرب كله.
النموذج ، هؤلاء الرجال الذين كلفوا من زملائهم و أصدقائهم في حب كرة القدم و الحالمين الحاملين هم تشييد هوية جهوية وسط ازدحام الحسابات و الآمال المعقودة و البنى التحتية الهشة..
هو عمل لم يكن سهلا..و ليس سهلا مثلما تتلقى خبرا على هاتفك البليد أو “واتسابك” المليء بالــلاشيء أو تقارير “روتينك اليومي”…
قبل شهور بدأ العمل.
فقد كونت نوادي كرة القدم بجهة كلميم وادنون لجنة تحضيرية هدفها تاسيس عصبة كلميم وادنون لكرة القدم ، وعبروا عن قلقهم بل وغضبهم الشديد من مآل هذا الأمل الذي قد يضيع مطلبا مثل المطالب ، أو يزيد على مآسي البنية التحتية الرياضية السيئة بأقاليم الجهة.. (و عن سيدي إفني في هذا المجال كلام آخر)..
طبعا ، ودون ذكر المصاعب التي قد لا تتخيلها، تدخلت أيادٍ بيضاء كثيرة مشكورة في الملف ،ليس مجالي أن أفتح الحديث عنها، وساهمت في تسهيل صعاب الملف على اللجنة التحضيرية جهويا و مركزيا..فكان الأهم.
تم ترتيب لقاء مع وزير الشباب و الرياضة ، و مع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ، انتهى بتطمينات و وعود خرج على إثرها المترافعون متفائلين ليأتي الرد في بحر هذا الأسبوع.. و بالنص:
“تمت المصادقة على تاسيس عصبتين جهويتين جديدتين و يتعلق الأمر بكل من عصبة الداخلة وادي الذهب لكرة القدم و عصبة كلميم وادنون لكرة القدم..”
إنه عمل جبار هذا الذي فُوِّضَ لأجله محمد المزدوغي (سيدي إفني) و مصطفى مرزوك و محمد علي بركة (اقليم كلميم) و المدني الأسوي و نور الدين التامك(إقليم أسا) وعبد السلام أبعاد (إقليم طانطان).
الآن تمتلك الجهة بهذا الجهد ، و باستجابة مسؤولي الوزارة و الجامعة ، صرحا رياضيا تستحقه أنديتها و شبابها، لكن جهدا آخر منتظرا على مستوى البنيات التحتية التي على المسؤولين الترابيين الاقليميين و المنتخبين جعلها موازية لهذا الانجاز “المدني”. و لنا في سيدي إفني المثال…
فملعب “سماراسو” البلدي ،ومنذ فيضان 2014 (ونحن الآن على بعد أسابيع فقط من 2020!) لازال على حاله رغم توفر الامكانية لتأهيله..لكنها توقفت امام تبريرات كونه في “منطقة فيضان”(رغم كل “السدود”و الاجراءات الاحترازية التي تمنع تكراره)..
و بذلك ،تبقى إفني أمام هذا الوضع ،مدينة مؤسسة للعصبة الجديدة دون ان تمتلك ملعبا..أو في انتظار أن ينبت مكان ما في منطقة غير مهددة بالفيضان و “يكون فابور” و بدون اي جهد أو مال.. ملعب خرافي أسطوري آت من عوالم “الآفاتار” يصلح دون جهد يذكر أو عناء لأخذ الصور و التدشين!
فعلا ، لا يستوي الذين يعملون… و الآخرين!
محمد المراكشي ،
مع التحية…
للذين يعملون؛