
ذكر السيد عبد الرحيم بوعيدة،رئيس مجلس جهة كلميم وادنون، في حوار صحفي أنه منكب على كتابة مذكرات “جهة فريدة”.
هي خطوة مهمة و جريئة أظن أن لاسابق لها في تاريخ المجالس المنتخبة، و ستشكل بالأكيد نوعا من تنوير الرأي العام حول ما جرى و يجري في هذه التجربة الجديدة على الممارسة السياسية بعد دستور 2011.
أعتقد أن السيد بوعيدة قد وفق تماما في وصف هذه الجهة بالفريدة..فهي فريدة فعلا سواء من حيث مواردها الضئيلة أو من حيث طبيعة أقاليمها القروية بامتياز..لكن أغرب فرادة ،وأظنه قاصدها هي تلك الممارسة الكئيبة التي ابتليت بها تجربة الجهوية الجديدة فيها..
لقد جعلتنا تلك الممارسة نكتشف مدى الفشل السياسي في تدبير الاختلاف داخل هذا المجلس، و مدى الشعور بالاحباط من “النخبة” السياسية التي انتخبت لأداء مهامه..كما أشعرتنا بالحزن من ممارسة الاغلبية و المعارضة على حد سواء لمهامها..
وقد شكل أيضا تدخل الداخلية لفك هذه “المدابزة” جزءا من هذه الفرادة…
في حديث طريف و ضريف لأحد الاصدقاء بعد قرار الداخلية، تمنى لو أن الدولة تعيد تقسيم الجهات..فتلحق اقليمي طانطان واسا بجهة العيون و كلميم بدرعة و افني بسوس ماسة..
و بذلك تتبخر هذه الجهة “الفريدة”..
ومريضنا ما عندو باس!!
إنها جهة فريدة فعلا هذه التي تجعل الناس يفكرون بهذا المنطق فيتمنون ما زوالها، و تجعلهم يتأففون من “الممارسة الديمقراطية”..كما أنها فريدة فعلا الى درجة أنها تستحق أن تكتب في مذكرات…
ونحن الذين اعتدنا على مذكرات الرايس و المرزوقي و مديدش…
أكيد،هي من زمن آخر.
محمد المراكشي
medmarakchi@yahoo.fr