أعـــوام “الموبيـــطـة”…

13 نوفمبر 2019
أعـــوام “الموبيـــطـة”…

 

Mauvaittemps

للموبيطة تعاريف كثيرة ،لكن أهمها ما نعرفه نحن سكان المدن الساحلية .. المعتمدة كلا على البحر.
مدينة إفني ،مثلها مثل طانطان، مدينة تعرف معاني الموبيطة كثيرا ، خصوصا أنهما أكثر التصاقا بـ”صراخ” طائر النورس (كما يدعوه الرومنسيون) أو “عــوا” كما يعرفه مواطنو الموبيطة!
ففي فترات “الموبيطة” تصمت الجيوب ، و تبكي الأمواج هديرا قويا من آلام “المنزلة”..كما تصوم إلى أجل غير مسمى معدات المعتمدين على البحر و لا شيء غير البحر ..
سيدي إفني ، تعيش هذه “الموبيطة” التنموية..و السايسية.!
و لأن “الموبيطة السياسية” صار الكل يعرفها ،و يضع أصبعه ملامسا بعض جوانبها و إن هربا من مسؤوليته في وقوعها؛ فإن المصيبة الحقيقية هي هذه “الموبيطة” التي نعيشها منذ 2014 على الأقل!
إننا نعيش في هذه البلدة “موبيطة” التنمية..ولا ندري متى تتوقف “المنزلة” الآتية بها!
البحارة، حين تسألهم عن الآتي، يجيبونك بأن هذا أمر موكول للقدر و عطف السماء الذي ما بعده عطف في النظر من حالهم و قلة ذات اليد ليقف هدير الأمواج العالية فاسحا المجال لرزق قد يأتي يسيرا أو عسيرا… وهم صادقون في انتظارهم..لذلك ،تستجيب السماء دوما..و يستجيب البحر ماسحا كل أيام الحزن و الجدب بعطاء..
هذا مع البحر و البحارة..و أقدار المناخ الذي لا يد للانسان فيه.
لكن مع موبيطة التنمية،الأمر مخالف تماما!
تمنيت ،و كثير من أمثالي ،ان تفصح جهة مسؤولة ما عن قراءتها لحالة طقس التنمية بالمدينة..للسنوات العشرين أو العشرة أو الخمسة أو الثلاثة القادمة.. لكننا نعدم ذلك.
لم يحصل أن قدمت جهة ما توقعاتها و برامجها المستقبلية لهذين الكيلومتين المربعين..و لما سيكون عليه.. فباستثناء صور التدشينات المناسباتية و لوحات شرح “المشاريع” هنا و هناك و التي تذهب مع الريح ، لا نجد رؤية واضحة تقول لنا مثلا :إن سيدي إفني ستصبح مدينة سياحية أو فلاحية أو صناعية أو تجارية أو مرسى بحرية حقيقية… لاشيء سوى مرور يوم بيوم في انتظار انتهاء مُدد الصلاحية! أو وصول “الويكاند” على أقل تقدير!!!
لاشيء يسمع عن استشراف تنموي حقيقي يعيدنا إلى أحلام “افني الجديدة” أو “الوادي الأخضر”و “الميناء الترفيهي” و “وحدات التصبير”..فتلك على الأقل كانت أحلاما، لكنها انتهت!
لاشيء بقي لنا سوى هدير الأمواج..
و آلام “الموبيطة”…
و “عوّا” وهي تهجر أحلام الموج إلى اسطح المنازل!

محمد المراكشي،
مع التحية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة