
وادنون بين تاريخ الأجداد وعصر الحضارة؛ تعرف عدة حضارات ومدن مغربية الإزدهار والنمو في شتى المجالات منها الثقافية والفكرية والعلمية، لكننا نحن مازلنا في حاضرة وادنون لم نصل الى مستوى يليق كباقي المدن في عدة مجالات واليوم سأتحدت على ماهو ثقافي إرث حضاري الذي خلفته الاجداد من ثقافات مختلفة بوادنون وتعايش بين الأمازيغ والعرب واليهود والقوافل القادمة من العمق الإفريقي وساحل الصحراء ليفرز لنا ثقافة وادنونية بعد مخاض عسير؛ لكن الحفاظ على هذا الكنز الثقافي من حضارة وادنون والذي أطاله النسيان و الإنذثار هنا نذق ناقوس الخطر ماذا قدمنا نحن كمجتمع مدني و سياسي لنحافظ على هذا الجزء من ثقافتنا ؟!وماذا قدمنا نحن لكل هذا؟! هل الأجيال السابقة هي المسوؤلة ؟! وهل حان الوقت لنكون نحن المسؤولين من أجل الحفاظ على حضارتناومآثرنا ؟!وهنا نحمل المسؤولية للجميع !كتابتي لهذا الموضوع كان سببه بنت أحد أصدقائي وهي تدرس في الإبتدائي طالبة مني أن نقوم بجولة في مآثر كلميم قائلة لي انها قد زارت عدة مآثر تاريخية مغربية وكتبت وتحدتث عنها في القسم مع أستاذها وزملائها واليوم تريد أن تكتب وتتحدث عن مآثر مدينة كلميم وادنون بوابة الصحراء هذا ما أثار حافظتي ونبهني وأعطني إشارة لأعطي الإهتمام لمدينتي الحبيبة كلميم وكل مآثرها التاريخية والجهة عموما . قمت بمرافقتها إلى برج أݣويدير الذي لا زال شامخا رغم العوامل الطبيعية والعوامل البشرية ليصبح عبارة عن برج شبح؛ أليست أݣويدير جزء من تاريخ مدينتنا العريقة؟ بعد ذلك إتجهت برفقتها نحو قصبة أهل بيروك والتي كانت النواة الأولى لبناء حي يسمى اليوم بحي الكصبة والذي عرف تشوه عشوائي معماري وتغيير في ملامح المدينة القديمة ؛ أليس كان من الواجب الحفاظ على المعمار التقليدي حتى يصبح مزارا للسياح والوافدين من المنطقة؟ أليس هذا خطأ فادح من أجل طمس هوية المنطقة ؟! أليس هذا المكان وبزمن غير قصير كان مكان يلهم الرسامين والباحثين كتاب الكتب الأجانب ؟ اتجهت رفقت صغيرتي مارين من أزقة القصبة الضيقة مرورآ إلى قصبة أهل بركة المتواجدة بين واد تارݣا أوفلا وهو شارع الواد حاليا؛ وزنقة إݣيسل التي كانت مسماة قديما بزنقة أهل بركة هذه العائلة التي لعبت دورآ محوريآ في تجارة قوافل الذهب والحجار الكريمة مرورآ بتنذوف في الجزائر وواحة ثمن غسات بالجزائر إلى تَمْبَكْتو بمالي والتي لا زال يقطن جزء من هذه العائلة بهذه المنطقة؛ واصلت طريقي مع الصغيرة إلى زنقة إكيسل والمجاورة للملاح قديما وهو المكان الذي كان يسكن فيه اليهود الوادنوني والذي يطل على ساحة الزرع مكان التجارة وملتقى القوافل من كل صوب شمال المملكة وجنوبها والعمق الإفريقي وهذا ما وثقه المصورين والصحافيين الأجانب في فيديوهات متواجدة اليوم على قناة “اليوتيوب” لكن اليوم تعرف هذه الأزقة والبنايات الهدم وعدم الترميم مما يحث على الجهة الوصية التدخل العاجل للحفاظ على هذا الموروث الثقافي وهذا من صلب إختصاصاتهم وواجبهم الإنساني والأخلاقي؛ وهنا يطرح السؤال من وراء طمس هوية النواة الأولى للساكنة ؟بعدها إتجهنا الى قاعة التواصل بعد طلب صغيرتي مني نسخ موضوع باللغة الفرنسية حول قصبة اهل بيروك ؛لكن المفاجأة بالنسبة لي كانت صادمة بسبب تعلقها بالكتابة والقراءة حول هذه المعلمة التاريخية؛ لأتفاجئ بعدم وجود أي موضوع او صورة في محرك البحث” google” فأجبرت بتغيير اسم القصبة بعد جدال طويل لأنها كانت مصرة على هذا الموضوع ؛عذرا صغيرتي بعد وقت طويل من البحث لإستخراج موضوع حول قصبة أگويدير باللغة الفرنسية لم نجد شيئا ؛ أين ذهبوا كتابنا والباحثون عن الإهتمام بهذا الموضوع وكدى المشرفين على قطاع السياحة ؛أليس من العيب والعار ان لا شيء يذكر على هذه المواقع في محرك البحث “google “باللغة الفرنسية ؟! كيف يمكن للباحثين والسياح و عشاق المآثر التاريخية التعرف عن قرب او عن بعد على هذا التاريخ العريق ؟! هل العيب والعار فينا أم مازلنا لم نصل الى ما وصلت له المدن الاخرى من المملكة ؟! هل سنبقى على ما نحن عليه لا تاريخ لنا ولا حاضر ؟! هل سنتخلى على ما خلفه الاجداد لنصبح عديمي التاريخ ؟! فهل سنورث لأبنائنا ثقافة دخيلة وبعيدة كل البعد عن المنطقة ؟! هل سنتجرد من هويتنا ؟! فلم يبقى من برج أگويدير الشامخ إلا القليل فسقوطه من سقوط هويتنا .
عذرا صغيرتي …