
هل سيقتنع أبناء البلدة بوجهة نظر متواضعة جدا بخصوص ما عرفته المدينة من تدهور استوجب دق ناقوس الخطر ؟ سؤال ظل يراودني منذ أن أعلنت البلدة سقوطها الحر.
المدينة المشبعة بثقافة أوربية ، فور حصولها على “الاستقلال”، منحها موقعها في منطقة ـ يغلب عليها الطابع البدوي ـ امتيازات جعلتها ذات مجد و صاحبة السيادة على المنطقة في سبعينيات القرن الماضي. هذا تاريخ لا يكابر فيه ولا يختلف عليه إثنان ، و حقيقة لا غبار عليها.
وجهة نظر هذه ، يجب أن نتقبلها مجردين من العاطفة ، مسلحين بالمنطق ، تجنبا لاستفزازنا و غضبنا .
عديدة هي المناسبات التي طُرح فيها الموضوع للنقاش ، ونادرة جدا هي النقط التي تصب في صلب الموضوع وتتناوله بما يجب في تحديد أسباب التراجع .
والحقيقة كما أراها ، نحن تعودنا على تعليق أخطائنا على مشاجب الآخرين ،
نحمل مسؤولية انهيارنا للدولة متناسين بوعي أو بدونه تقاعس “أصحاب الشكارة” أبناء المنطقة الذين استثمروا في كل البقاع إلا مدينتهم ، غير مهتمين بما للمستثمرين المحليين من أدوار في جلب غيرهم من المستثمرين الأجانب.ضاربين بعرض الحائط دور المجتمع المدني والسياسي في توعية وتأطير الساكنة. إذ ماذا ستنتظر هذه الساكنة من منتخب منحته صوتها مقابل دريهمات؟
ماذا تنتظر هذه الساكنة من منتخب لا مسؤولية له؟منتخب لم يُسيِّر بيتاً أو أسرة كيف سيسير مجلساً؟
أعترف بأن في البلدة غيورين حتى النخاع ، ضالعين يحملون تصورات مختلفة للنهوض بالمدينة والتحاقها بالركب، فهي لها من المؤهلات ما يعود بها للريادة في جميع المجالات.
بعدها ستجد الدولة -التي لا أبرّؤها من مسؤوليتها- نفسها مرغمة مجبرة على القيام بدورها .
لأجل هذا على الساكنة القطع مع عبارة تتردد في كل الانتخابات:”لا نريد موظفا أو استاذاً أو طبيباً أو محامياً فلهم أجرتهم، نريد پُوبْري ما عندوش”.
بالكاد ما كتب، ألم يحن الوقت و قبل فوات الأوان أن نقدم عريضة لإبعاد و عدم مزج انتخاب أعضاء الجهة مع انتخابات الجماعات الترابية؟ لأنها ستجر البلاد لويلات و أمور لا تحمد عقباها؛ و شخصيا ما عشته و لامسته في الانتخابات الماضية لا يبشر بالخير لأن فئة قليلة واعية كل الوعي و تدرس الأشياء بمنطق معاش لا بعاطفة. و لكن مع أغلبية تجهل و تتباكى كل مرة مع فوات الأوان و تنتقذ الوضعية و الأوضاع علما أن الأخطاء يمكن تصحيحها و لكن وصل السيل الزبى و معظم القائمين على أحزاب المناسبات لا ضمائر لهم سوى اللعب على الأوتار غير مبالين لأمور تهوي بالبلاد و العباد إلى مستوقع يصعب الخروج منه بسلام. و للموضوع بقية.