اليوم سأتكلم عما يخالج نفسي من أسى، و سأتكلم وبكل حرقة عن الجهة التي يتبعها النحس ، أو بالأحرى الإقليم الذي لم أفهم فيه شيئا- ولا فيه شي تابعة الله احفظ-، لم أفكر يوما هكذا لكن ومع الكثير من الظروف و الحيثيات جعلتي أفكر هكذا فعلا هو إقليم منحوس أو متبوع أو شيء من هذا القبيل، المهم أن هناك يد خفية سيئة تحوم على المكان.
فبعد أن كان تابعا لجهة سوس ماسة لم يستفيد إلا من بعض الفتات لتنميته، وعلى بعد سنة من منحه تنمية شاملة من جميع النواحي سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياحية… جاءه يوم النحس وهو التحاقه بجهة صحراوية مليئة بالقبلية لتستفيد طاطا من حصة الأسد التي كانت سوس ماسة ستمنحها لإفني “زهر وميدير” سنوات والإقليم ينتظر، لتسنح الفرصة لطاطا في التنمية و الإقليم لازال في الانتظار.
لكن رغم كل شيء كان الأمل بعد زيارة صاحب الجلالة نصره الله وأيده والمشروع التنموي الذي أطلقه ، رجعت الروح لجسد الإقليم وقلنا ربما هذه الجهة فاتحة خير علينا.
لكن وللأسف المشاكل السياسية والقبلية اعترضت الطريق التنموي للإقليم ليصير البلوكاج بالجهة “حقا ما حق أنت شلح وأنت صحراوي” وأنت من قبلة كدا وأنت من قبيلة كدا ونساو بلي أهم حاجة اننا كلنا مغاربة.
لكن للأسف من جديد دخلنا فدوامة أن المعارضة هي السبب وأن الأغلبية هي السبب في بلوكاج الجهة وزيد وزيد، ونسينا أننا خاصنا نتوحدو مع المصلحة العامة وبقينا فالصراع، الصراع لي وصل جهتنا لأقلام مأجورة تضرب في كرامة الاشخاص و تدخل حتى في الحياة الخاصة، والصراع الذي وصل باولادنا ليفقدوا الامل و يفكروا في الهجرة للبلادان التي استعمرتنا، هذا البلد و الذي بقوة ايت باعمراان وقبائلها استرجعوا مدينتهم و إقليمهم الى البلد الام.
البلدان المستعمرة التي صارت امل لهؤلاء الشباب شباب الجهة الذين يرمون بأنفسهم في غد مجهول، غد يمكن فيه المرور للضفة الاخرى ليبدأ الصراع من اجل تسوية الوضعية‘
او غد يحمل في طياته الصراع مع الموج والاسماك والموت، او فرصة ثانية في بلده الذي لم يعطيه سوى الالم
حقا لم اشعر يوما بالاسى او انني عاجزة على فعل شيء الى اليوم يوم مليء بالاخبار السيئة، يوم امس ايجاد جثة مولود تحرقه الشمس لمدة خمس عشرة يوما، نظرا لاسباب نجهلها من الام ‘ لا نعرف اسباب فعلها هدا والتي يمكن ان نلتمس لها العدر و يمكن لا ،فان التمسنا لها دلك في فعل هدا الفعل فهناك عدة اسباب على الارجح فالامومة شيء لا يفهمه الا من مر به فعلتها هذه ليست الوحيدة من تتحمل فيها المسؤولية، المسؤولية ايضا تقع على دلك الرجل الدي ربما فعل فعلته ولم يتحمل المسؤولية ليبحث عن ضحية جديدة. ايضا المسؤولية تقع على الاهل و العادات والتقاليد والخوف…
وان لم نلتمس لها العدر فهدا الفعل فعل اجرامي على الاقل كانت لتضعه في خيرية او دار للايتام او او….. خلاصة الموضوع عداب الضمير لن يفارق هده الفتاة او بالاحرى هذه الام، واليوم نستفيق على واقعة ضحايا قارب الموت والذي راح ضحيته ستة ضحايا منهم رضيعة والاخرين في عداد المفقودين. الضحايا منهم من انتصرت عليهم الامواج والاسماك ومنهم مزال يصارع من اجل النجاة.
في جانب اخر من الجهة هناك ايضا قارب اخر عالق في المياه بالشاطيء الابيض يصارع من اجل الحياة والنجاة.
وايضا تلميذ اخر اختار ان ينهي حياته بطريقة اخرى بسبب رسوبه في الدراسة، 24 ساعة اربع اخبار غير مفرحة في اقليم لم افهم اي الايادي التي تحاول غطسه في الهاوية والرجوع به للوراء واقباره، يد حاولت معرفة هويتها لكن للاسف لم اجد عنها اي معلومة، او ان السبب راجع الى عقليات هدا الجيل والمشاكل النفسية او المادية او او….
واليوم هناك صراع بين الحداد على هؤلاء الضحايا او الاحتفال بالذكرى الخمسين لاسترجاع الاقليم الى بلده الام، يا ترى هل المسؤولين سيستمرون في التحضيرات والاكمال في الالتزمات مع الاطراف المتعاقدة معها خصوصا ان اللحظة تاريخية بكل المقاييس، او ستكون المفاجأة و يتم الإلغاء لهذه المناسبة و دخول المدينة في الحداد ترحما لارواح الضحايا.
باختصار البلاد داهبة للهاوية. و من قلبي اتمنى ان يتغير الحال الحالي للافضل.