
منذ زمن طويل و نحن نتغنى بأن مدينتنا هي أو ستكون أو كانت أجمل مدينة في العالم!
هي كذلك ، لكننا نعيش منذ 1969 في مشكلة حقيقية مرتبطة بشاطئها..
لا اعرف إن كان المسؤولون و المنتخبون جميعهم و الذين تعاقبوا على “حكم” المدينة الصغيرة بالظهائر أو بالصناديق يدركون حجم الهزيمة التي يجب أن تستشعرها ضمائرهم و هم يرون هذا الهُزال البنيوي الذي تعانيه في شاطئها..
حين تحدث الناس بقوة مستنكرين الطريقة الضعيفة التي تعامل بها المسؤولون مع مشكلة “التصخر” التي جعلت واحدا من أجمل شواطئ الجنوب بدون رمال تقريبا ، كانت الاجابات العلنية و المهموسة أن لا دخل للانسان في قدرات الطبيعة..فهي مشيئة لا راد لها إلا بقدرة كبيرة لم تقوَ عليها اية سلطات أو مجالس او خواص …
و اتضحت حينها أحجام الناس و عقولهم و مسؤولياتهم..لكننا ، و لحسن الحظ ربما او لسوئه أيضا ، قوم ينسى بسرعة و يتجاوز بسرعة مثلما يثق بسرعة و يختار بدون تفكير طويل …
الآن ، نقف أمام مشكلة لا أعتقد ان حاكمي المدينة منذ عودتها عام 69 سيجدون ما يقعنعون به الاجيال المتعاقبة إلى يومنا هذا… فالمدينة الشاطئية الجميلة للأسف لا تملك مدخلا واحدا محترما لشاطئها!!!
لشاطئ سيدي افني أربعة مداخل ، أهمها الذي يراد له أن يعتبر رسميا .. وهو الأسوء للاسف.. مدخل مختنق ، لايدري الآتي اليه من غير ساكني المدينة إن كان مدخل شاطئ او مبتدأ جحيم! الداخل الى شاطئ سيدي افني يعتقد أنه أمام مدخل سوق اسبوعي أو “حوش” لا ينقصه الا باب حديدي بـ”الزكليز”على ابعد تقدير!!
المداخل المتربة الثلاثة الأخرى أقل مأساة ، رغم أنها تعود بالزائر سنوات الى عصر “الحمرية” و لهاث “وقفة حمار الشيخ في العقبة”! و مع ذلك ، فإن الذين اكتسبوا خبرة من الزوار صاروا يفضلونها عن كماشة المدخل “الرئيسي”!
مجرد سؤال ، و لتعتبره كما شئت خبيثا أو حسن النية ، وددت لو أن صفا طويلا عريضا من المنتخبين و المسؤولين الاداريين المحليين و الاقليميين الذين تعاقبوا على هذه الأرض الصبورة الطيبة يستطيع أن يمنح كل واحد منهم الجرأة لقول مبرر واحد جعلهم لا ينظرون في اتجاه شاطئ المدينة؟!
ها نحن اليوم ، وبعد نصف قرن من الاستقلال ، لا نملك أي وجه نقابل به زوار مدينتنا و نحن نجبرهم على التمرغ في “الحمري” أو الاطلالة على بقايا بحيرتنا العنيدة و اهمالنا البئيس للولي سيدي علي افني ،أو نجبرهم على التدرب على الصعود و الهبوط في عقبات كاسابانيا و الفارو..أو في أحسن الاحوال ندخلهم الى الشاطئ من مدخلين ولولا بقية قليلة من “الرطوبية في الوجه القاصح” لأغلقوه و السلام!!
على اية حال ،و بدون تلويك كلام آخر ، نتمنى أن لا ندخل العام 51و نحن على ذات الحال و الشوهة!
محمد المراكشي،
مع التحية.