أحلى ما في رمضان هذا العام أنه اعادنا الى توقيت غرينيتش.. و حبيبتنا”الساعة القديمة” التي هجرناها مكرهين صاغرين…
ساعاتنا التي أصابها الخبل ، و هواتفنا التي أثبتت بما لا شك فيه أن كل شيء يصاب باللخبطة على ايدينا في مغرب العجائب ، سارعت إلى العودة الميمونة دون عناء، ودون أن تنتظر إلى أن نغير عقاربها… وحدها ساعة حاسوبي اللعينة أقسمت ان “تزيد ساعة”!
لا يهم.. فساعة سايكو العتيقة الموروثة ابا عن جد لازالت على عهدها..فهي لا تتنازل عن العمل بادم و بالساعة القديمة..
و في سبيل ساعتنا الحبيبة ،لا يهم أن نستفيق ليلة الأحد لنغير الملعونة ثم نعود للوسادة..كل ذاك يهون في سبيل العودة الى الزمن العادي.
نقذف في وجوهنا أمام المرآة في “نصاصات الليل”:أووووف … و كأننا كنا خارج الزمن ،وعدنا.
لو أن رمضان يزورنا كل شهر .. بعد العيد مباشرة لكي نعود الى غرينيتش. ونربح هكذا عاما من ساعة غرينيتش و ستة أعياد!!
ما أحلاك يا توقيت غرينيتش..وما أروع غرينيتش التي جعلتنا ننام ساعة اخرى..و نصوم ساعة اقل!!
وحدهم وزراء العدالة و التنمية الذين لم يغيروا توقيتهم..و لم ينقصوا ساعة.. فهم لم يزيدوها اصلا.. ظلت واقفة ساعاتهم كالبلاد منذ زيارة كارلوس غصن..و منذ دراسة عبد القادر..ومنذ انتهاء صلاحية كذبة اقتصاد الطاقة صيفا…
كثيرون من مواطني البلد أصروا على أن ساعاتهم هي توقيت غرينيتش..و اصروا طويلا ..و أكدوا غير ما مرة انه مجرد توقيت للموظفين..و انتظروا طويلا لو أن “انتفاضة” أطفال المدارس تؤتي اكلها. و نسوا أن زيادة الساعة لاريب فيه…و أن هؤلاء مجرد أطفال يلعبون و يثورون حتى موعد الغداء..و يذهبون… و الغداء مثبت على ساعة زائدة..و المدارس بساعة زائدة..و البلديات و الادارات بساعة زائدة..و الموانئ و الأسواق و الأبناك و البريد و الطوبيسات…كلها بساعة زائدة.. فانتهى الجميع دون ان يدرك ، دون أن يحس بساعة زائدة حتما كرها… و لم تعد مجرد ساعة للموظفين…
لكنها اليوم ذهبت..ولو إلى حين..وعاد إلينا غرينيتش…
حبيبي ياتوقيت غرينيتش…
إليك مني سلام يا من درسونا أنك قرية صغيرة في بريطانيا يمر منها خط التوقيت الوهمي الجميل… الذي أعاد إلينا السكينة و الهدوء و راحة البال… وزادنا ساعة نوم ..و قرب إلينا آذان المغرب…
إليك مني سلام يا غرينيتش..
ملحوظة:تصفحوا بهاء صور بلدة غرينيتش على الرابط:اضغط هنـا
ساعة سعيدة ما تباع بأموااال .. كما غناها الفنان محمود الإدريسي.
رمضان كريم وكل عام وأنتم بألف خير، السي المراكشي.