
خرج الدكتور عبد الرحيم بوعيدة رئيس مجلس جهة كلميم واد نون بتدوينة بطعم “الرسالة” وجهها إلى الرأي العام الوادنوني عبر صفحته الفايسبوكية.
ومن خلال قراءة (للرسالة/التدوينة) سيتضح جليا أنه خصصها للرد على المقال الأخير الذي نشر له والذي اعتبره نبشٌ في الأرشيف بانتقائية غير بريئة لجعله يبدو كما كتب “مرة انفصالي.. ومرة أخرى عنصري وقبلي.. ومرة ثانية مختلس وفاسد.. “.
الدكتور بوعيدة استغل هذه الضجة الإعلامية التي أحدثها مقاله الأخير ليبعث رسائله للرأي العام، وأول هذه الرسائل هي أنه لا يخشى كتاباته ولا تصريحاته “لأني اعتبرها سيرورة تطور وبحث عن الحقيقة، والحقيقة التي وصلت لها وأنا أسير جهة كليميم واد نون أن الفساد لا جنسية ولا قبيلة له ولا وطن” فكانت رسالته أن جهة كلميم واد نون ينخرها الفساد الذي هو “منظومة محكمة القواعد اما ان تدخل في عباءتها واما ان تطحنك وأنا فضلت الطحن على الدخول في العباءة”.
وفي نهاية رسالته الأولى فتح قوسا ليعطي موقفا شخصيا من النقاش الدائر حول لغة التدريس وانحاز بوضوح إلى عدم فرنسة التعليم قائلا “أنا أحب اللغة العربية التي يختلف عليها الآن الفاعلون السياسيون كلغة للتدريس مع أن الأمر بسيط للغاية ولا يحتاج للكل هذا النقاش، فقط أنظروا لمن تقدموا من الأمم وبأي لغة وبأي هوية فقط، تدركون أن مجرد النقاش عبث مابعده عبث..”.
وأما رسالته الثانية فكانت أكثر حدة لأنه حمل الساكنة المسؤولية الكاملة للواقع التنموي للجهة من انعدام المستشفيات والجامعات بسبب صناعة المفسدين والطغاة “أنتم من يعاني من مستشفياتها وانعدام جامعات بها وأنتم أيضا من تصنعون فاسديها وطغاتها وتطبلون لهم وتهللون..”.
ومرة أخرى لا يتوانى الرئيس بوعيدة من إعلان حبه لمدينة مراكش بل يذهب أبعد من ذلك ليخبرنا أن هدفه من دخول السياسة هو جعل كلميم مراكش صغيرة. ولم يوضح لماذا يريدها “صغيرة”.
رسالته الثالثة وجهها للنخب السياسية التي خذلته واصفاً إياها بكونها “ضعيفة ومتخاذلة ولا يهمها سوى المصلحة الخاصة وما ستجنيه طيلة الخمس سنوات”، مستغربا من صمت المعارضة واختفائها عن الأنظار والاسماع “وكأنهم كانوا فقط يحاربوا ويعارضوا شخصا واحدا يجب ازاحته من المشهد السياسي والباقي تفاصيل لايهم المستشفى ولا الجامعة ولا ذوي الاحتياجات الخاصة المهم إفشال التجربة “، ” أسد علي وفي الحروب نعامة”، واعتبر أن ما وقع كشف أمور وخبايا كثيرة عن المسؤولين بالجهة.
في رسالته الرابعة أكد على أن مصير الجهة لازال مجهولا على بعد شهر فقط عن المدة الثانية للتوقيف، وعودته باتت مستحيلة لكنه يشعر بالارتياح لتأديته جزءا من مهمة ومن مشروع على أبناء جهة كلميم واد نون قائلا، “ندرك أن الفساد قوي وقد ربح جولات كثيرة لأن يدا واحدة لاتصفق، وأنا للأسف حتى خلقيا لا أملك إلا يدا واحدة لكنها كانت كافية لإيقاف البعض”.
رسالة بوعيدة كانت مثل عصا موسى يتكئ عليها فيما بقي من مدة لحسم التوقيف ويهش بها على الشائعات التي تنهشه كل مرة وله فيها مآرب أخرى.