نون بوست-وادنون
يعد الطبخ الصحراوي التقليدي واحد من أبرز أشكال الموروث الحساني .وقد جمع المطبخ الصحراوي عناصر من مطابخ عدة شكلت على مر التاريخ ميزة لاهل الصحراء من واد نون الى شنقيط .ويتميز بالبساطة والبعد التام عن التعقيد، نظراً لما تفرضه البيئة الصحراوية القاسية، والترحال المستمر، من الاقتصاد في استعمال الماء، ووجود عدد محدود من الأواني المخصصة للطهو، حتى إن هناك وصفات تطبخ عن طريق دفنها في الرمال الحارة، دون استعمال أي آنية. إلا أن هذه البساطة لا تلغي انفراد وتميز المطبخ الصحراوي بأكلات صحية ولذيذة، قوامها لحم الإبل ودقيق الشعير. نتعرف على بعضها الذي يمثل انعكاسًا لنمط حياة الصحراويين.
الزريك
مشروب صحراوي بإمتياز، يستقبل به الصحراويون الضيوف تعبيرا منهم على صدق كرمهم و حبهم للضيف
هو خليط من لبن الإبل أو حليب الماعزو قليل من الماء و السكر يحرك جيدا ويقدم في إناء يسمى الكدحة او “الجيرة”
البلغمان
تعتبر أكلة “البلغمان” وجبة مغذية وسريعة التحضير، ينظر إليها على أنها أساس زاد المسافرين، إذ إنها تحفظه من الجوع والعطش لمدة طويلة، وغالبًا ما يحضر البلغمان في وجبة السحور في شهر رمضان الكريم، كما تحضر أيضًا للأشخاص الذين يعانون من تراكم الدهون المضرة في وعاء المعدة.يتم تحضيره بمادة دقيق الشعير المجفف على النار، ثم يطحن ويوضع في إناء خاص يسمى «الكدحة»، أي القدح، ويمزج بالماء الساخن والسكر وقليل من الملح، ثم يضاف إليه الذهن كما يسمى عند أهل الصحراء، أي السمن أو الزبد أو زيت الزيتون.
“مارو بالحوت” أو “مارو باللحم”
اعتاد الصحراويون استهلاك مادة الأرز إلى جانب استهلاكهم للحوم الإبل ،وقد صنعو العديد من الأكلات والوجبات التي تلاءمت مع ظروف عيشهم البدوي، فتنوعت أطعمتهم بين ما هو نباتي وحيواني، إذ يعتبر اللحم أكثر إستهلاكا من طرف الصحراويين. وتؤكد الأبحاث أن لحوم الإبل تحتوي على قيمة غذائية عالية، وهي أفضل من لحوم الأبقار والأغنام؛ نظراً لقلة الدهون فيها، ولذلك فهي مفيدة للحماية من أمراض القلب، وتخفيض نسبة الكوليسترول في الدم.
ومن بين الوجبات الرئيسية في المطبخ الصحراوي نذكر ، وجبة مارو واللحم ، ( الأرز باللحم) ، وهي وجبة مغذية وسهلة التحضير في نفس الآن ّ، حيث يوضع قدر لابأس به من اللحم ، ويفضل لحم الإبل ، في قدر خاص مع قليل من الزيت والملح ، وبعد أن يطبخ جيدا ، يتم نزع قطع اللحم الجاهزة للاستهلاك من القدر ، ليوضح مارو ( الأرز) ، في نفس القدر ليطبخ في مرق اللحم المزال سالفا ، بعدها يتم تقديم الوجبة بعد وضع الأرز المطبوخ في صحن خاص ، وتوضع فوقه قطع اللحم .