تفنن الغربيون في أساليب إيصال الادرينالين إلى ذروته وهو هرمون يعمل على رفع ضغط الدم، ويزيد من معدل ضربات القلب، فتجد من يتسلق الجبال الوعرة بدون حبال، و من يقفز من واد دون حماية، ومن يمشي على حافة سطح ناطحة سحاب مغمض العينين.
أما نحن، فكل ماله علاقة بصعود الادرينالين نعطيه بشبر من التيساع،لقد تشبعنا قديما بذلك المثل الذي يقول: اللي خاف نجا.
نحن شعب تعايشنا مع الخوف، فلم نعد نخيفه أو يخيفنا. وافلام الرعب هي الأقل مشاهدة عندنا، فكل هذه الأفلام لاتخيفنا بقدر خوفنا من واقع ضبابي ومستقبل مجهول. التبوريشة تأتينا فقط في حالة البرد أو الجوع.
هم يبحثون عن الخوف لأنهم ينعمون بالطمأنينة منذ نعومة اظافرهم. ونحن نبحث عن راحة البال بعد مسيرة حافلة بالرعب والخوف، ابتداء من عمتي الغولة وعيشة قنديشة وانتهاء بالخوف من الزوجة.
رغم كل هذا الخوف الذي يسكننا، فنحن شعب يعيش الأمان، بدليل أن جل المغاربة لم يسمعوا الطلقات النارية إلا في مواسم التبوريدة.
