تذكروا في يومكم هذا مولود و الورود.!!

13 فبراير 2019
تذكروا في يومكم هذا مولود و الورود.!!

unnamed

صدّق أو لا تصدق ..
سيدي إفني مدينة الجمال و المناطق الخضراء الأقدم تاريخا في كل الجنوب ؛ مدينة الحدائق الأكثر تنظيما في مدائن سوس و مداخل الصحراء التي تحتفي بالألوان الأندلسية الايبيرية على ثراها ؛ “السانتاكروز” التي لا تكاد تخلو إلى عهد قريب منازلها من فضاءات خضراء تحتضن الورود قد تصغر او تكبر ؛
هي الآن صارت مدينة بدون ورود!
و في يوم الفالانتين ،أو عيد الحب و العشق ،نكتشف أنها بلا ورود.. و أن الوردة الأخيرة ذهبت مع مولود…
أتذكرون مولود و الورود الحمراء؟!
مَن مِن الذين أرادوا اليوم تقديم وردة احتفالا بحب قديم أو متجدد تمنى لو أن المدينة الجميلة هذه و التي صار يغزوها “الترييف” و “البدونة” و “الدمار” ، تمنى في قرارة نفسه أو عبّر جهرا عن افتقاده محلا لشراء وردة أو باقة زهور !!
حتى “الكركاز” ذهب به الجفاف..و ذهب برحيق العواطف ألم مدينة و كأنها تحتضر..
وحتى حين نلجأ لـ”غوغل ايماج” و نبحث عن (حدائق سيدي إفني) ، تأتينا صور المظاهرات و الجدران و السواد وطبيعة كئيبة.. و لا ورود..
وكأنه الاحتضار..
نشعر هذا الاحتضار الآن..في الفالانتاين…
لا ندري إن كان الترييف الذي ذكرناه هو المسيطر على ذوي القدرة على خلق تجارة صغيرة او كبيرة حين يذهب اختيارهم فقط الى الكمون و العدس و مواد التنظيف؟! أو الى العشق “البوكاديوس”… مبتعدين تبعا لذلك عن الجمال الذي تحمله الطبيعة و تحييه من حين لآخر مبادرات متجددة للاعتناء بالجنان وأحلام “الفراديس”…
لكن الفراديس “دّان” مع الفيضان… وهاهم يحاولون معها بعد عام و عام و عام و عام …
هو حلم بسيط أحياه فينا فلانتاين هذه السنة ، حلم بالتوجه إلى متجر في سيدي إفني لشراء وردة أو باقة زهور بدل تخيلها و كأنها خيال علمي لا يعرفه أبناؤنا إلا صورا في كتب مدرسية باهتة أو صورا منمقة نتبادلها دون تنسم أو نفحة حياة في أكاذيبنا التي نتقاذفها عبر الفيسبوك! و الواتساب…
أرجوكم ، أيها الافناويون ؛ استثمروا في الورد بدل المقاهي و الصابون…
و بدل استيراده أو الحلم به ، أو الاتصال بصديق كي يرسله من تيزنيت أو كلميم ليذبل في “كوفر” الطاكسي مثله مثل النعناع…
تذكروا هذا الفالانتاين الحزين مرة اخرى في عامكم هذا..و بعد عامكم هذا..
وتذكروا مولود..
و الورود..
وكل عام و حياتكم ورود…

محمد المراكشي،
مع التحية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة