

السؤال الصعب في زمن الركود ، حيث يراهن البعض دائما على الصدف ، و الهبات غير المتوقعة ، و “البركة” التي ستأي لتخلصنا في هذه المدينة الكئيبة من كل هذا الموت المعلن و اللامعقول!
راهنت سيدي إفني لزمن على البحر ، و انتظرت انتهاء اشغال “الميناء” في واحدة من أطول مدد الانتظار التي يمكن أن يتخيلها إنسان ، و ما افاقت إلا و مشروع ميناء بوالفضايل يتململ بجوانبها… و كأنها كانت تنتظر أن يتحرك الآخرون لنتبع خطواتهم بخطوات مضادة ، في حين أن المعقول الحقيقي هو “لو” كانت متابعة الملف بحرفية و “قتالية” و نكران للذات الضيقة لمل وصلنا لمثل هذه الخطوب!
نظن في نهاية هذا الملف المتعب أن لا مستقبل في البحر وحده ،فكل شيء ينذر بأن الاعتماد على البحر وحده لا يزيد إلا من الانتظارات الواهية و الوعود غير المعقولة وأيام “الموبيطة” التي صارت تطول بنفس طول حبل الكذب على الذقون…
من هنا يأتي الحديث عن السياحة ، وهو ليس أمرا أو بالأحرى حديثا جديدا على أية حال.. لكنه ضروري.
الغريب أن مدينة و منطقة لها ما يمكنها من البدء في مشروع تأهيل سياحي ، و بمواقع طبيعية يمكن في حال الاعتناء بها أو حتى إعادة ترتيبها و تأثيتها (مثلما يفعل الكاناريوس في جزرهم) أن تصبح مواقع جذب سياحي حقيقية… لا سيما أننا الآن في إقليم له ما يمكنه ترابيا و إداريا و “ماليا” من أن يصوغ أفكار تنميته و يقف عليها.. و في جهة جديدة يمكن أن تكون إفني قطبها السياحي بامتياز إن عرفنا كيف نشتغل… أو على الأقل أن نقلد الذين اشتغلوا!
هل كانت أكادير مثلا هي هذا القطب في السبعينات أو حتى في منتصف الثمانينات؟! أبدا ، لكن عمل أبناء المدينة و المنطقة ، ومؤسساتهم المنتخبة ، و شكاراتهم المفتوحة هي التي فعلت ذلك و جعلت أكادير تنهض من مجرد ميناء للسردين و الحوامض إلى هذا الذي نراه الآن…
لا نريد أن نبدأ من مصنع سردين… و لا نريد أن نكون مثل أكادير تماما و ندرك أننا لا نستطيع..
ولكننا نحلم بمن يعمل لتحقيق فسحة أمل ،من طريق آخر…
“وقل اعملوا”!!!
محمد المراكشي،
مع التحية.