السماوي.. أسلوب نصب و احتيال لم يفهم بعد

31 ديسمبر 2018
السماوي.. أسلوب نصب و احتيال لم يفهم بعد

نون بوست – متابعة

sihr

السماوي، أسلوب ذكي و عجيب في النصب و الإحتيال على المارة وسلب أموالهم، و أصل كلمة السماوي مشتقة من طلسم سحري يجعل أي ضحية يتعرض له كأنه مُنوم مغناطيسيا , و تمتزج فيه عدة أمور لتحقيق الفاعلية اللازمة لإنجاح المهمة , منها الشعوذة و السحر بالطبع بالإضافة إلى التحريات.
الاخيرة،هي شرط مهم جدا في تحقيق هدفهم , بحيث يقوم هؤلاء المحتالون قبل تنفيذ خطتهم بجمع أكبر عدد ممكن من المعلومات عن الضحايا، و غالبا ما تكون هذه الضحايا من النساء خصوصا الغنيات منهن، حيث يعترض طريقهن شخص يدعي أن له كرامات في الكشف عن الغيب وإزالة السحر وسوء الحظ، ويتمكن من إقناع الضحية بمساعدة أحد شركائه ، وبعدها يطلب منها التوجه إلى مسكنها وجلب كل ما تملكه من مال وذهب ليتلو عليه بعض التعويذات ويخلصها من السحر وسوء الطالع.

الغريب في الامر ان بعض الضحايا من النساء اللواتي بلغن درجة عالية من التعليم يجمعن خلال التحقيقات أنهن كن في شبه غيبوبة عند الاستسلام لأوامر “الساحر” المزعوم وتسليمه مقتنياتهن ، وكأنهن تعرضن لحصة تنويم مغناطيسي.

و هناك حالات كثيرة تعرضت لها النساء في الشارع لعمليات نصب و إحتيال بأسلوب السماوي , حيث يصادفهن شخص يزعم أن له من الكرامات ما يستطيع من خلالها معرفة أمور غيبية , بالإضافة لإدعائه أنه بإمكانه أن يزيل أي سحر أو سوء الحظ (العكس) , بعد ذلك تصبح تلك المرأة أو الضحايا عموما منصاعون لألئك اللصوص , بتنفيذهم لكل ما يُطلب منهم بكل سهولة ممكنة , و هناك حالات طُلب منها الذهاب إلى البيت و إحضار أي شيء نفيس تملكه سواءا كان مالا أو ذهبا , و عند إستيقاظها من غيبوبتها تكتشف الحقيقة المرة , بأنها وقعت ضحية نصب عن طريق السماوي , و الشخص أو الاشخاص الذين قاموا بفعل ذلك ليسوا موجودين , و بالإضافة إلى النساء اللواتي هن الغالبية من الضحايا , تمت عمليات نصب بأسلوب السماوي لتجار كبار وسط محالاتهم التجارية , وكانت المسروقات بالملايين .

تلقي الشرطة المغربية من حين لآخر القبض على عصابات إجرامية متخصصة في السرقة على طريقة “السماوي”، لكن مازالت كيفية حصول ذلك يكتنفها الكثير من الأسرار و الغموض، و أيضا مازالت تتم العمليات بشكل مستمر بدون الكشف عن ماذا يحدث بالضبط..

وعجز المحللون عن تحديد طبيعة هذا الأسلوب الذي يستغل الإيمان بالدجل و الشعوذة المتعشش في لا وعي الأشخاص ، حيث فسره البعض بكونه ذكاء وبراعة في الإقناع ، وقال آخرون إن اللصوص ربما يستخدمون مخدرا ما، وقد يكونوا سحرة ماهرين، فيما رجح بعضهم أن للتنويم المغناطيسي مكان في هذه الجرائم ، إلا أن الأغلبية استبعدوا هذه الفرضية على اعتبار أن التنويم المغناطيسي علم يحتاج لدراسات معمقة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة