توتو … الداخلة تواجه تحديات التأهيل الترابي المندمج: مطالب بالعدالة الاجتماعية والبنية التحتية المتوازنة

25 نوفمبر 2025
توتو … الداخلة تواجه تحديات التأهيل الترابي المندمج: مطالب بالعدالة الاجتماعية والبنية التحتية المتوازنة

نون بوست                                                                                                    علي الكوري 

الداخلة تواجه تحديات التأهيل الترابي المندمج: مطالب بالعدالة الاجتماعية والبنية التحتية المتوازنة

شهدت مدينة الداخلة يوم الاثنين 24 نوفمبر 2025، ورشة تشاورية حول موضوع “التأهيل الترابي المندمج”، بمقر ولاية الداخلة، حضرها عدد من أعضاء المجلس الجماعي، حيث طفت على السطح مجموعة من القضايا الهامة المتعلقة بالتنمية المستدامة والتوازن بين البنية التحتية والخدمات الاجتماعية. وفتحت الورشة نقاشا مستفيضا حول مدى تكامل المشاريع المحلية مع المشاريع الوطنية، وكيفية تحقيق استفادة حقيقية لأبناء المدينة والجهة.

أكدت العضوة توتو بكار

في مداخلتها على ضرورة الموازنة بين ما هو اقتصادي واستثماري من جهة، وما هو خدمات اجتماعية وبنية تحتية من جهة أخرى، مشيرة إلى أن أي مشروع للتأهيل الترابي يجب أن يُدرج ضمن خطة شاملة ومدمجة تأخذ بعين الاعتبار كل الحاجيات الميدانية للمدينة والجهة. وأشارت إلى أهمية التشخيص الواقعي للنواقص الحالية، وعدم تضخيم الإنجازات على حساب الحقائق الميدانية.

على مستوى النقل والبنية التحتية، أبدت توتو بكار مخاوف حول قدرة المدينة على استيعاب مشاريع كبرى في النقل، مشيرة إلى أن الطرق والبنى التحتية المتاحة قد تكون غير كافية لدعم بعض المشاريع المقترحة، وأن أي خطة للتأهيل يجب أن تراعي هذه المحدودية لضمان استدامة المشاريع ونجاحها على المدى الطويل.

فيما يخص البنية الاجتماعية، أشارت العضوة إلى نقص في الاهتمام بالأبناء المحليين فيما يتعلق بالتعليم العالي والمعاهد التكنولوجية، حيث لوحظ غياب التوازن بين توفير المعاهد والبرامج التعليمية وبين استفادة أبناء المدينة من هذه الخدمات، وهو ما خلق حالة من الإقصاء لبعض الفئات رغم توفر الإمكانيات.

كما تم تسليط الضوء على تحديات إدماج برامج التأهيل الترابي مع المشاريع الوطنية، موضحة أن بعض المشاريع المحلية الكبرى بحاجة إلى تنسيق مع برامج وطنية لضمان الاستفادة القصوى وتحقيق التكامل بين مختلف المستويات الإدارية والقطاعية، مع مراعاة الأولويات المحلية دون تجاوز الواقع الاقتصادي والاجتماعي للمدينة.

تناولت مداخلة توتو بكار كذلك الجوانب الاجتماعية للشباب، مشيرة إلى أن توفير فرص العيش الكريم والأنشطة الاقتصادية والاجتماعية قد يسهم في الحد من الانحرافات الشبابية، ويخلق بيئة أكثر استقرارا وأمانا، مشددة على ضرورة إدماج هذه الشقوق في أي خطة للتأهيل الترابي المندمج.

وأكدت العضوة على أهمية استمرار التشاور بين مختلف الأطراف، بما في ذلك المجتمع المدني والجهات المختصة، لضمان أن المشاريع المستقبلية للتأهيل الترابي المندمج تستجيب لحاجيات الجميع، وتحقق العدالة الاجتماعية والاقتصادية، مع مراعاة البنية التحتية والتعليمية والخدماتية بشكل متكامل.

واختتمت توتو بكار بالتأكيد على ضرورة وضع خطط واضحة لتطوير البنية التحتية والخدمات الاجتماعية والتعليمية، مع إشراك أبناء المدينة والجهة في اتخاذ القرارات ومراقبة التنفيذ، لضمان استفادتهم الحقيقية وعدم تكرار حالات الإقصاء، مع التشديد على أن التنمية الحقيقية لا تتحقق إلا من خلال التوازن بين المشاريع الاقتصادية والاجتماعية والاحتياجات المحلية.

في ختام الورشة، اتفق المشاركون على أن مشاريع التأهيل الترابي المندمج يجب أن تكون قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، مع مراعاة الموارد المتاحة، وتحديد أولويات واضحة على مستوى البنية التحتية والخدمات الاجتماعية، لضمان أن أي مشروع مستقبلي يعود بالنفع على كافة شرائح المجتمع.

ويُنظر إلى مداخلة توتو بكار على أنها خطوة مهمة في تعزيز مشاركة المجتمع المدني وتمثيل مصالح المواطنين، بما يضمن شفافية أكبر في اتخاذ القرارات وتوجيه المشاريع وفق حاجيات السكان الفعلية، ويعيد الثقة بين الجهات المسيرة والمواطنين في مدينة الداخلة وجميع أرجاء جهة الداخلة وادي الذهب.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة