حسن الدرهم يوبخ حمدي ولد الرشيد: تصريحات رئيس جهة العيون الساقية الحمراء تثير جدلا حول الوحدة الوطنية

18 نوفمبر 2025
حسن الدرهم يوبخ حمدي ولد الرشيد: تصريحات رئيس جهة العيون الساقية الحمراء تثير جدلا حول الوحدة الوطنية

نون بوست                                                           علي الكوري 

حسن الدرهم يوبخ حمدي ولد الرشيد: تصريحات رئيس جهة العيون الساقية الحمراء تثير جدلا حول الوحدة الوطنية

أثار التصريح الأخير لرئيس جهة العيون الساقية الحمراء، حمدي ولد الرشيد، خلال لقاء صحفي موجة من الجدل داخل الأوساط السياسية والإعلامية، خاصة بعد اعتباره أن جهة وادنون غير معنية بمشروع الحكم الذاتي.

حسن الدرهم، نائب رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية وعضو مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، خرج بدوره بتوضيح رسمي، مؤكداً أن هذه التصريحات لا تعكس الموقف المؤسساتي للجهة، بل تشكل خروجاً عن روح الوحدة الوطنية التي دأبت الدولة على ترسيخها.

وأكد الدرهم أن ما صدر عن الرئيس يعد زلة سياسية خطيرة، تمس جوهر المشروع الوطني في الصحراء المغربية، وتناقض الخطاب الملكي المتواتر الذي يركز على تكامل الجهات وضرورة الحفاظ على الوحدة الترابية.

وأشار الدرهم إلى أن التصريحات تضمنت أبعاداً قبلية وأهلية لا مكان لها في خطاب الدولة الحديثة، محذراً من أن مثل هذه المواقف قد تغذي أطرافاً معارضة للوحدة الوطنية وتسهم في خلق انقسامات غير مقبولة.

وأضاف الدرهم أن يوم 31 أكتوبر يمثل عيد الوحدة الوطنية، ويؤكد أن كل شبر من التراب المغربي يدخل في صلب المشروع الوطني، وأن تصريحات 17 نونبر تتناقض مع هذه المبادئ وتضع المنطقة في موقف حرج.

وشدد على أن أهل وادنون كانوا دائماً خط الدفاع الأول في العديد من المحطات الوطنية، وأن التشكيك في دورهم أو موقعهم داخل منظومة الحكم الذاتي يشكل إساءة للدولة قبل أن تكون إساءة لسكان المنطقة.

كما أشار الدرهم إلى أن البلاد تمر بمرحلة إقليمية ودولية دقيقة، حيث تعزز المملكة حضورها الدبلوماسي داخل الأمم المتحدة، وبالتالي فإن مثل هذه التصريحات غير المسؤولة قد تؤثر سلباً على صورة المغرب.

وأكد أن الوحدة الترابية ليست مجالاً للمزايدات السياسية أو الهيمنة الجهوية، بل هي مشروع ملكي شامل يلتزم به جميع مؤسسات الدولة، ولا يحق لأي جهة أو مسؤول تحديد من يدخل أو يُستثنى من هذا المشروع.

ولفت الدرهم إلى أن ما صدر يوم 17 نونبر ليس حادثاً معزولاً، بل يضاف إلى سلسلة زلات سابقة لرئيس الجهة، بما في ذلك تصريحات سابقة تحمل أبعاداً حساسية على المستوى الاجتماعي والسياسي.

واختتم الدرهم تصريحه بالتأكيد على أن المصلحة الوطنية تتطلب صوت العقل والرصانة، بعيداً عن المواقف الطائشة، مشدداً على أن صيانة الوحدة الوطنية مسؤولية أخلاقية وسياسية تقع على عاتق الجميع.

وأثار موقف الدرهم ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية، حيث اعتبر كثيرون أن هذا التوضيح يعكس الالتزام بمبادئ الحكم الرشيد والمصلحة العليا للوطن، في مواجهة أي خروج عن وحدة الصف الوطني.

تجدر الإشارة إلى أن قضية الحكم الذاتي ومكانة الجهات الجنوبية تظل من أبرز المشاريع الاستراتيجية للمملكة، وأن أي تصريحات فردية تتعارض مع هذا المسار الوطني قد تفتح باب التأويلات المغلوطة، وهو ما حرص حسن الدرهم على تفاديه من خلال موقفه الواضح والمسؤول.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة