نون بوست علي الكوري
“اللقاء التواصلي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب بكلميم… شعارات كبيرة مقابل إنجازات محدودة للشغيلة”
انعقد اليوم الأحد 16 نونبر 2025 بمركز الاستقبال والندوات بكلميم اللقاء التواصلي للنقابة الوطنية للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، في محطة وصفها البعض بالمميزة، تعكس حرص القيادة النقابية على التواصل مع القواعد. الهدف المعلن كان عرض المستجدات التنظيمية والمطلبية وتقييم مراحل العمل النقابي على المستوى الجهوي والوطني، وهو ما يمثل جزءا من استراتيجية النقابة لتعزيز دورها ومكانتها بين الشغيلة.
شارك في اللقاء أعضاء المكتب التنفيذي برئاسة الكاتب الوطني “النعم ميارة”، حيث تناولوا مختلف الملفات التنظيمية، وناقشوا الاستراتيجيات المقبلة لتعزيز الأداء النقابي. رغم ذلك، فإن معظم النقاشات اقتصرت على الخطاب الرمزي والمداخلات العامة، ولم تتضمن خطوات عملية واضحة لتحسين ظروف الشغيلة على أرض الواقع، ما يعكس فجوة بين الدينامية الإعلامية والنتائج الملموسة.
في كلمته، شدد ميارة على أهمية تعزيز حضور ومشاركة المرأة داخل مختلف هياكل النقابة، باعتبارها شريكا أساسيا وفاعلا محوريا في الدفاع عن الحقوق الاجتماعية والمهنية. هذا الإعلان يعكس التزاما رمزيا بالتوازن بين الجنسين، لكن على أرض الواقع لا تزال مشاركة المرأة محدودة في مواقع صنع القرار الفعلية داخل النقابة، وهو ما يثير تساؤلات حول تطبيق هذا المبدأ بشكل عملي.

تناول الكاتب الوطني أيضا الاستحقاق الدبلوماسي الكبير للمغرب في ملف الصحراء، مؤكدا قوة الموقف الوطني وثقة المنتظم الدولي بالمبادرة المغربية للحكم الذاتي تحت السيادة الكاملة للمملكة. ورغم أهمية هذا الإنجاز الوطني، يظل بعيدا عن حياة الشغيلة اليومية، ما يعكس التركيز على الخطاب الرمزي في مقابل المعالجة الفعلية لمشاكل العمال اليومية.
شهد اللقاء تكريم عدد من المناضلين النقابيين المتقاعدين، وهو جانب يعكس الاعتراف بالمسار النضالي الطويل وحماية الإرث النقابي. هذا التكريم يعزز صورة الاتحاد كهيئة تحترم الخبرة والنضال، لكنه يبقى جانبا رمزيا لا يغني عن الحاجة إلى مشاريع عملية لتحسين ظروف العمل والمعيشة للشغيلة الحالية.
ناقش اللقاء مختلف المراحل التنظيمية للعمل النقابي على الصعيد الجهوي والوطني، مع التركيز على تعزيز التنسيق بين الفروع المختلفة وتحسين أداء الهياكل النقابية المحلية. ومع ذلك، يلاحظ المتابعون أن هذه الدينامية لم تترجم بعد إلى مشاريع ملموسة على الأرض، مثل تحسين الأجور، دعم العمال في القطاعات غير النظامية، أو تعزيز الحماية الاجتماعية بشكل فعلي.
انعقد اللقاء تحت شعار: “نضال مستمر من أجل الدفاع عن الحقوق وتحصين المكتسبات”، وهو شعار يجسد الالتزام والمسؤولية، لكنه أثار نقاشا بين بعض الشغيلة حول مدى تطبيقه فعليا. بالنسبة للعديد من العمال، تظل هذه الشعارات مجرد بيانات رمزية، في حين أن تنفيذ برامج ملموسة لتحسين ظروف العمل يظل ضعيفا.
رغم تنظيم اللقاء للتواصل مع القواعد، إلا أن المتابعين يلفتون الانتباه إلى محدودية التفاعل المباشر مع العمال، وعدم متابعة الملفات المطلبية بشكل دقيق. الاجتماعات الدورية واللقاءات الإعلامية لا تعوض عن غياب برامج ملموسة لمعالجة قضايا مثل التشغيل، الصحة المهنية، الحماية الاجتماعية، أو تحسين ظروف العمل في القطاعات المختلفة.
في النهاية، يعكس اللقاء روح الالتزام والتنظيم داخل الاتحاد، لكنه يطرح السؤال الكبير: هل ستترجم هذه الدينامية والخطابات الرمزية إلى إنجازات ملموسة تخدم مصالح الشغيلة؟ يبقى الانتظار قائما لمشاريع عملية ومبادرات حقيقية يمكن أن تشهدها جهة كلميم وادنون، بعيدا عن الشعارات الكبيرة والإعلانات الإعلامية.


















