نون بوست علي الكوري
أفادت مصادر مطلعة أن الشريط الساحلي الممتد من أخفنير إلى ضواحي الداخلة يشهد منذ مدة أنشطة غير طبيعية مرتبطة بالتهريب الدولي، خاصة تهريب الحشيش والاتجار في البشر. وتشير نفس المصادر إلى أن سيارات رباعية الدفع تتنقل ليلا ونهارا بين المسالك البحرية والبرية، في محاولة لاستغلال الممرات الجنوبية كبديل عن السواحل الشمالية التي تخضع لمراقبة أمنية مشددة.
وتفيد المعطيات بأن بعض الشبكات الإجرامية عمدت إلى تغيير استراتيجياتها، حيث يتم نقل المخدرات إلى عمق الصحراء وتخزينها في مستودعات معزولة قبل شحنها نحو جزر الكناري عبر قوارب سريعة. وتتكفل جهات منظمة بتخزين هذه البضائع وإعادة توجيهها إلى أسواق أوروبية ومغاربية، في ما يشبه منظومة عابرة للحدود.
المصادر نفسها كشفت عن تورط أسماء مستعارة معروفة في الأوساط المحلية مثل “ميسي الحشيش” و”أطريحة”، إضافة إلى وسطاء يتعاملون مع شبكات دولية. كما يستعين بعض المهربين بعلاقات مع عناصر محلية محسوبة على تنظيمات انفصالية لتفادي المداهمات الأمنية، وهو ما يثير مخاوف من وجود تداخل بين مصالح إجرامية وسياسية.
من جهتها، تواصل السلطات الأمنية مراقبة الوضع وتكثيف تواجدها بالمنطقة، مؤكدة أن التحقيقات ما زالت جارية، مع الدعوة إلى تعزيز المراقبة البحرية والتعاون القضائي مع الشركاء الدوليين. وتبقى هذه الظاهرة ذات تداعيات أمنية واجتماعية خطيرة، تجعل من مواجهتها أولوية وطنية تستدعي تنسيقا محكما بين مختلف الأجهزة.