نون بوست علي الكوري
يعد الدكتور حافظ محضار مدير مكتب قناة العيون بجهة كلميم وادنون / الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ، ورئيس قطاع التحرير سابقا بنفس القناة بالعيون أحد الأسماء البارزة في الساحة الإعلامية بالصحراء المغربية، حيث بصم على مسار مهني ممتد لأكثر من ثلاثين سنة قضاها في خدمة صاحبة الجلالة. وقد كان حضوره داخل المشهد الإعلامي مقرونا بالجدية والتفاني والالتزام بأخلاقيات المهنة، ما جعل اسمه مرادفا للعطاء الإعلامي المسؤول والرصين.
على مدى واحد وعشرين سنة متواصلة، ارتبط محضار بمؤسسة الإعلام السمعي البصري عبر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وخاصة قناة العيون الجهوية، حيث كان شاهداً وفاعلا في مواكبة مختلف التحولات التي شهدتها الأقاليم الجنوبية. وخلال هذه التجربة الطويلة، جمع بين المهنية الصارمة والبعد الوطني في تغطية القضايا الحساسة، وهو ما أهله ليكون من الوجوه الإعلامية الموثوقة لدى الجمهور.
ولعل من أبرز المحطات المضيئة في مساره، تتويجه ثلاث مرات بالجائزة الوطنية الكبرى للصحافة، التي تعد أرفع تكريم على الصعيد الوطني في مجال الإعلام، وتنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل تنزيلا للتعليمات الملكية السامية. وقد نال محضار هذا الشرف في ثلاث دورات متفرقة: 2016 و2020 و2024، ليصبح بذلك أول إعلامي على المستوى الوطني يحقق هذا التتويج غير المسبوق، الذي يعكس حجم العطاء والتأثير الذي تركه عمله الإعلامي.
إلى جانب تجربته المهنية الغنية، واصل الحافظ محضار مساره الأكاديمي، حيث تمكن مطلع السنة الجارية من نيل شهادة الدكتوراه عن أطروحته الموسومة بـ: “التعاطي الإعلامي مع قضية الصحراء بعد عملية الكركرات”. وقد جاءت هذه الدراسة كتتويج لمسار جمع بين الميدان والتأمل الأكاديمي، مستندة إلى تجربة إعلامية ميدانية عايش تفاصيلها منذ عملية تحرير معبر الكركرات في 20 نونبر 2020، ما أضفى على بحثه قيمة علمية ومصداقية عملية.
هذا الإنجاز الأكاديمي أضاف بعدا آخر لمساره، إذ لم يعد محضار مجرد صحفي ميداني بارز، بل أصبح باحثا متخصصا يربط بين التحليل العلمي والممارسة المهنية. وهو ما يؤهله للمساهمة بعمق أكبر في النقاشات المرتبطة بدور الإعلام في الدفاع عن القضايا الوطنية، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية التي شكلت دوما محور اهتمامه وانشغاله المهني.
ويؤكد الحافظ محضار أن الطموح لن يتوقف عند هذا الحد، ما دام في العمر بقية. فبعد ثلاثة عقود من العطاء الإعلامي، يصر على مواصلة مسيرة الإبداع والتأثير، وفاء لرسالة الإعلام النبيل وخدمة لقضايا الوطن. مسار يجمع بين المهنية والالتزام، ويجعل منه قدوة للأجيال الصاعدة في مهنة المتاعب.