نون بوست متابعة
لعل ما ميز دورة السنة الحالية من الموسم الديني لزاوية أسا الذي يعتبر من أكثر الأحداث ببعدها الروحي والاجتماعي والثقافي استقطابا لكل أطياف المكون القبلي بالصحراء المغربية بعد موسم الطنطان، هو الحضور اللافت لقبيلة أيت لحسن التي شكلت الاستثناء بين كل القبائل الوافدة من كل حواضر الصحراء لا على مستوى الكم وكذا الكيف أيضا ( 6 من الجمال والنوق العالية ).
وفد قبيلة أيت لحسن حضر ممثلا بكبار الأعيان والشيوخ وممثليه بمختلف المجالس والهيئات المنتخبة خاصة بجهة كلميم وادنون كان قد استقبل استقبالا يليق بوزن القبيلة ومكانتها بإقامة عامل اقليم أسا الزاك وكذا بمقر زاوية أسا ..
المتتبعون والعارفون بخبايا الشأن الجهوي اعتبروا هذا الحضور الغير مسبوق لقبيلة ايت لحسن مؤشر على عودة قوية وفارقة للقبيلة لتضطلع بدورها وموقعها الطبيعي والريادي بالمنطقة باعتبارها ركيزة اساسية بتجمع قبائل الصحراء المغربية و ورقم أساس في رهانات وتحديات المنطقة بتاريخها التليد كمدافع شرس يحسب له الف حساب في الذود والدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة ، وذلك بعد النكسات التي كانت عرضة لها نتيجة خلافاتها الداخلية بسبب سوء تدبير المعارك الانتخابية الماضية ، وهي الخلافات والصراعات التي نجحت مساعي ومبادرات بعض الخيرين والحكماء من داخل المكون في تذويبها وتجاوزها خاصة خلال موسم الطنطان الماضي..وهو ما أعاد الدفء والصفاء لقبيلة بعثت برسائل غير مشفرة على هامش موسم قبيلة أيتوسى مفادها أنها عائدة لتسيد المشهد العام مجددا بجهتها التي لم تفرط في موقع رئاسة مجلسها منذ إحداث نظام الجهوية بالمملكة في العام 1997 و إلى يومنا هذا ..
إشارة قوية أخرى في هذا الطرح عكسها الحضور اللافت لكل صقور القبيلة بدون استثناء كبوعيدة وبولون وباحنيني وأنازومي وكرمون والنيه و عبد ربهي الشافعي وأهل عليّات وكيروف والناهي وهماد والبرديجي …وغيرهم من أعيان ووجهاء هذه القبيلة العريقة المناضلة الشامخة ذات الامتداد الذي يصل إلى أقصى الجنوب الموريتاني …وهو ما يؤكد عودة المياه إلى مجاريها بين مختلف ركائز القبيلة ومهندسي توجهاتها العامة .
