نون بوست علي الكوري
قدمت قبيلة آيت لحسن هدية تقليدية عبارة عن ستة جمال إلى زاوية آسا، وذلك في إطار فعاليات الموسم الديني السنوي “ملكى الصالحين” الذي تحتضنه المدينة. وعلى رأس الوفد الذي أشرف على تقديم هذه المبادرة كان الحاج سالك بولون، إلى جانب عدد من المنتخبين والمسؤولين والأعيان، في تعبير جماعي عن الوفاء لمكانة الزاوية ودورها التاريخي.
تكتسي هذه الخطوة رمزية كبيرة، حيث تعكس عمق الروابط التي تجمع قبيلة آيت لحسن بالزاوية، وتجسد تشبثها بالموروث الروحي الذي يميز المنطقة منذ قرون. كما أن تقديم الجمال يحمل دلالات مرتبطة بالتقاليد الصحراوية الراسخة في قيم العطاء والتقدير.
ويشكل موسم “ملكى الصالحين” موعدا سنويا بارزا يجمع بين البعد الديني والاجتماعي، إذ تتحول زاوية آسا إلى فضاء للتلاقي بين القبائل والزوار، وفرصة لتجديد قيم التضامن والتسامح التي حملتها الزوايا تاريخيا في المنطقة.
كما يعيد هذا التقليد إحياء طقس قديم ظل حاضرا في الذاكرة الجماعية، حيث كان تقديم الهدايا للزوايا والأضرحة من أبرز صور الاعتراف بالدور الروحي الذي تقوم به، باعتبارها منارات دينية وتربوية ساهمت في نشر العلم والقيم الأخلاقية.
وحضر الموسم وفود رسمية وقبلية، إلى جانب زوار من مختلف أقاليم المملكة، مما منح الفعالية بعدا وطنيا يعكس غنى الموروث الديني والثقافي للأقاليم الجنوبية، ويبرز مكانة آسا كمركز روحي بارز.
وتؤكد مبادرة قبيلة آيت لحسن أن موسم “ملكى الصالحين” ليس مجرد حدث ديني عابر، بل هو تجسيد حي لاستمرار روابط الولاء والوفاء للزاوية، ورسالة واضحة على تمسك القبائل بتراثها الروحي والثقافي المتجدد جيلا بعد جيل.
