نون بوست علي الكوري
صباح اليوم بمدينة آسا، الحاضنة التاريخية لقبائل آيتوسى، انطلقت فعاليات موسم “ملكى الصالحين”، الحدث الروحي العريق الذي يجمع بين عبق التاريخ وخصوصية الهوية المحلية. ويعد هذا الموعد من أبرز المحطات السنوية التي تحيي الذاكرة الجماعية وتكرس قيم التضامن والارتباط بالأرض والإنسان.
ويستقطب الموسم، الذي يخلد ذكرى المولد النبوي الشريف، زوارا من مختلف ربوع المملكة وخارجها، ليشكل فضاء جامعا تتلاقى فيه الطقوس الدينية مع العادات الاجتماعية المتوارثة. كما يساهم في تعزيز إشعاع آسا كمدينة عريقة ذات مكانة بارزة في الحقل الديني والروحي الوطني.
وفي إطار الطقوس التقليدية المميزة للموسم، تمت صباح اليوم نحيرة قبيلة أمغلاي أمام الزاوية، بحضور عامل إقليم آسا الزاك، إلى جانب رئيس وأعضاء المجلس الإقليمي والوفد الرسمي المرافق له، في لحظة جسدت استمرار العادات المتوارثة عبر الأجيال.
وتتميز أجواء الموسم بإقامة حفلات دينية في رحاب زاوية آسا، تتخللها تلاوة القرآن الكريم والأمداح النبوية، إلى جانب حلقات الذكر التي تضفي طابعاً خاصاً على هذه المناسبة، وتعيد ربط الحاضر بصفحات مضيئة من تاريخ التصوف المغربي.
ولا يقتصر البعد الروحي للموسم على الجانب الديني فحسب، بل يشكل أيضاً فضاءً للتواصل الاجتماعي وتوطيد صلة الرحم بين مختلف الأسر والقبائل، مما يعزز قيم التآخي والتسامح التي تميز الثقافة المغربية الأصيلة.
