
بقلم نضال السعيدي
.. مصير مجهول نحو طريق أفتها مجهولة.. شباب في عمر الزهور يغادرنا كل يوم في الطريق الرابطة بين العيون والسمارة، وها نحن نودع مجموعة من الشباب مرة أخرى لترتدي مدينة العيون ثوب الحزن على ثلة من خير شبابها وتبكي سكانها كبارا وصغارا.. كهولا وشبابا.
على أشخاص كنا نسمع صوت ضحكاتهم بالأمس القريب، واليوم نسمع أصوات بكاء أمهات خطفت الحوادث منهن فلذات أكبادهن؛ فمنهن من فقدت إبنا ، ومنهن من فقدت أخا ، ومنهن من فقدت الإثنين معا، ونفس الحال لمن فقدت وحيدها. فالحال اليوم يكفي عن السؤال حقا، لكن السؤال الذي سيبقى مطروحا دون جواب هو: إلى متى ستبقى هذه الطريق على هذه الحال؟ وهل ننتظرها أن تخطف أرواح ما تبقى من شبابنا؟
لقد تحولت هذه الطريق إلى فخ قاتل يترصد حياة المارة، وأصبحت مثالا صارخا على الإهمال الذي يطال البنيات التحتية في مناطقنا. طريق ضيقة، غياب علامات التشوير، وحركة سير متزايدة كلها عوامل تجعل كل رحلة بين العيون والسمارة مغامرة محفوفة بالموت، بدل أن تكون سفرا آمنا يربط مدينتين أساسيتين في الجهة.
إن صمت الجهات المسؤولة لم يعد مقبولا أمام هذا النزيف المستمر، والإبقاء على الطريق على حالها جريمة في حق أجيال كاملة. فالتأهيل والتوسعة لم يعودا خيارا بل ضرورة استعجالية، لأن حياة شبابنا ليست أرقاما في سجلات الحوادث، بل هي مستقبل منطقة بأكملها.