
لا اعرف ان كان المسؤولون بسيدي افني، اقليميين و محليين ترابيين و منتخبين ،يعتقدون فعلا انهم “يسيرون”اقليما و مدينة..
فبعد هذا العام الضائع الاخر،يصعب تصديق الامر!!
يبدو اقليم سيدي افني و حاضرته هذا العام، مثل كل عام منذ الفيضان على الاقل، و كأنه يمضي بدون معنى و لا هدف!! أو لنقل ، إنه يسير “بالفاتحة”.. اذ يكفي أن تستفيق و تدعو الله أن “يدوز النهار على خير” و تختم بأن ” يمر السربيس بخير”!! و هو على اية حال ، سيمر..و سينتهي الى يوم آخر الى يوم آخر الى عام آخر بلا معنى و بلا طعم ولا رائحة!!
أكاد لا أصدق أن إقليما بكامله ومنذ إحداثه لا تخترقه طريق إقليمية محترمة! ودعك من “راه دشناها غ ذاك النهار”..فذاك النهار انتظر مرور ما يقارب عقدا من زمن الاقليم!!
أما لو احتسبنا عدد أضواء المرور فيه ،فسنستلقي من ضحك كالبكاء…
و أكاد لا أفهم أن مدينة صغيرة “مقدورا عليها” تعيش بدون أية محاولة لتأهيل نشاطيها الرئيسيين بشكل واضح :الصيد البحري و السياحة.. مدينة أصبح مصدر الدخل الأهم فيها هو “الانعاش الوطني”، وكاننا اخترنا وضع المدينة منذ عشر سنوات إلا قليلا في إنعاش دائم..
و اتركونا من احصائيات الهشاشة و النشاشة و البشاشة…فهي أرقام للتصفيق في قاعات مغلقة فقط.
أكيد أن هذه السنة التي مرت ليست احسن من سابقاتها ،لكنها الأسوء. ففي كل الاعوام مابعد 2014 حيث بدأ الانحدار الى الفراغ و اللاشيء ، كان قراء ومبررو الفشل يلجؤون إلى سبّة الفيضان (الذي صار مثل الذئب و دم يوسف).. لكن 2018 بكل مقاييس و مخططات الاستعجال و الاستبطاء، عام كان من اللازم أن يكون ذا طعم آخر و بمذاق تجاوز الازمة…
نعي و يعي كل العقلاء أن لا مبرر آخر لكل هذا الموت البطيء..و الفيضان صار من ورائنا بآلاف الأيام..و الانعاش لا بد منه بخرجة إن إلى إعلان التعافي و الشفاء أو إلى جرأة إعلان الفشل…
لن اقول إعلان الموت…
فسيدي إفني لا تموت.
مع التحية،
محمد المراكشي.