أضاء كورنيش المضيق واستحضر رمزية العرش.. الطواف بالمشاعل يبهر الجمهور بعرض وطني مميز

30 يوليو 2025
أضاء كورنيش المضيق واستحضر رمزية العرش.. الطواف بالمشاعل يبهر الجمهور بعرض وطني مميز

نون بوست                                                         علي الكوري 

ألهب المشاعر وأضاء السماء.. الطواف بالمشاعل يحول كورنيش المضيق إلى عرض وطني مهيب

أشعل الطواف بالمشاعل أجواء مدينة المضيق مساء الثلاثاء، في لحظة احتفالية مميزة احتفاءً بالذكرى السادسة والعشرين لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين. واستقطب الحدث، الذي دأب الحرس الملكي على تنظيمه سنويا، آلاف المتفرجين من ساكنة المدينة وزوارها، وسط أجواء بهيجة تعكس تعلق المغاربة برمزية عيد العرش.

انطلق الموكب التقليدي من محيط الإقامة الملكية، مرورا بشارع للا نزهة وصولا إلى ساحة الكورنيش، حيث قدمت تشكيلات الحرس الملكي استعراضا متكاملا شارك فيه مشاة موسيقيون، خيالة، وحملة مشاعل، وسط تصفيق حار من الجمهور المحتشد على جنبات الطريق.

رافقت الطواف أنغام موسيقية عسكرية ووطنية أدّتها فرق تابعة لمختلف وحدات القوات المسلحة الملكية، ما أضفى على العرض طابعا إبداعيا جمع بين الأداء العسكري والانضباط الفني، في لوحة وطنية تترجم عمق التقاليد المغربية في الاحتفال بالمناسبات الوطنية.

أبدع المشاركون في رسم لوحات بصرية معبّرة، تجسدت في تشكيلات هندسية دقيقة حملت رموزا وطنية مثل خريطة المملكة، والنجمة الخماسية، إلى جانب عبارات “عيد العرش المجيد” و”عاش الملك”، في رسالة وجدانية عبّرت عن حب ووفاء القوات المسلحة لجلالة الملك وللوطن.

أضفت مشاركة الفرق الموسيقية المتنوعة، من الحرس الملكي والقوات الجوية والبحرية والدرك الملكي، بعداً فنياً مميزاً على العروض، حيث تنوعت الإيقاعات وتكاملت الألحان في مشهد احتفالي جسّد روح الانسجام بين الوحدات العسكرية المختلفة.

يحمل هذا الطواف دلالات رمزية عميقة، باعتباره تقليدا وطنيا راسخا بدأ تنظيمه لأول مرة سنة 1947 انطلاقا من القصر الملكي بالرباط. ومنذ ذلك الحين، ظل العرض وفيا لروحه الأصلية، مع الحفاظ على نظامه الثابت وتطوير بعض تفاصيله الفنية.

يشكل الطواف بالمشاعل مناسبة للتعبير الجماعي عن الانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية، خاصة مع تنافس المشاركين على تقديم الأفضل من حيث اللباس، التناسق، والانضباط، ما يجعل العرض لحظة انتظارية سنوية تحظى باهتمام واسع من المغاربة بمختلف فئاتهم.

ويُختتم العرض منذ سنة 1993 بعروض فنية بالسلاح، تعتمد على تشكيلات هندسية دقيقة من تنفيذ مشاة وموسيقى الحرس الملكي، تؤكد المستوى العالي من الجاهزية والتدريب، وتكرّس هذا الطقس كأحد أبرز مظاهر الاحتفال الرسمي والشعبي بعيد العرش المجيد.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة