نون بوست كلميم
يشهد مهرجان أسبوع الجمل بكلميم موجة استياء واسعة بين الصناع التقليديين، الذين عبروا عن غضبهم الشديد من الإهمال والتهميش الذي يطالهم خلال فعاليات المهرجان. فقد اشتكى العديد منهم من سوء الأجواء العامة، خاصة مع هبوب الرياح المحملة بالغبار، مما أثر سلبا على ظروف العرض وجودة استقبال الزوار. كما عبروا عن استغرابهم من غياب الاهتمام الكافي من الجهة المنظمة التي لم تراعِ الظروف الصعبة التي يشتغل فيها الحرفيون.
وأفاد أحد الصناع التقليديين لجريدة “نون بوست” بأن الدعم المالي الذي كان مقررا من طرف الجهة المنظمة قد تراجع من 1000 درهم إلى 500 درهم فقط، الأمر الذي اعتبروه انتقاصا من قيمة الجهد الذي يبذلونه في سبيل إنجاح هذا الحدث السنوي. ويؤكد هؤلاء الصناع أن هذا التخفيض المفاجئ يعكس غياب رؤية واضحة لدعم الصناعة التقليدية، التي تعتبر واجهة للهوية المحلية والتراث الثقافي.
كما أشار بعض الصناع إلى أن افتتاح المعارض الرسمية للمهرجان لم يشمل افتتاح معرض الصناعة التقليدية من طرف المسؤولين، ما اعتبروه مؤشرا على ضعف تقدير هذا القطاع الحيوي، رغم كونه أحد أعمدة السياحة الثقافية بالمنطقة. هذا السلوك ترك انطباعا سلبيا لدى الحرفيين، الذين شعروا بتهميش غير مبرر لدورهم المحوري في المهرجان.
من جهة أخرى، كانت المديرية الجهوية للصناعة التقليدية بكلميم قد أعلنت عن فتح باب الترشيح للمشاركة في المعرض التجاري الجهوي للصناعة التقليدية، المنظم ضمن فعاليات المهرجان، وذلك في إطار برنامج التنمية المندمجة للجهة. ورغم أن هذا الإطار التنظيمي يوحي بدعم القطاع، إلا أن الواقع الميداني الذي يصفه الصناع يعكس فجوة كبيرة بين الوعود والنتائج الفعلية.
ويبقى السؤال المطروح اليوم: هل ستعمل الجهات المعنية، من وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي إلى مجلس الجهة وغرفة الصناعة التقليدية، على تصحيح هذه الاختلالات؟ أم سيظل الصناع التقليديون يواجهون نفس الإهمال، في وقت يحتاج فيه المهرجان إلى رؤية أكثر احترافية تعزز من مكانته كحدث ثقافي واقتصادي بارز؟
