نون بوست علي الكوري
في 30 يوليوز من كل عام، يخلد المغاربة ذكرى عيد العرش، احتفاء برباط الوفاء الذي يجمع العرش العلوي المجيد بالشعب المغربي. وتشكل هذه المناسبة محطة للتأمل في المنجزات الكبرى التي تحققت على يد جلالة الملك محمد السادس، منذ توليه عرش المملكة، حيث استطاع المغرب أن يشق طريقه بثبات نحو التقدم والازدهار بفضل رؤية ملكية استشرافية ومشاريع إصلاحية شاملة.
على مدى أكثر من عقدين، شهد المغرب تحولات عميقة شملت مختلف المجالات، بدءا بالبنيات التحتية الكبرى مثل الطرق السيارة، والموانئ المتطورة، والقطار فائق السرعة، مرورا بريادة المملكة في مجال الطاقات المتجددة، وصولا إلى تموقعها كقطب صناعي صاعد في مجالات حيوية كصناعة السيارات والطيران. هذه الدينامية التنموية، أشاد بها العديد من القادة والخبراء الدوليين، مؤكدين أن المملكة باتت نموذجاً للإصلاح والتحديث في المنطقة.
إلى جانب الإصلاحات الاقتصادية، حرص جلالة الملك على ترسيخ العدالة الاجتماعية وتحقيق التنمية البشرية، من خلال مشاريع كبرى كتعميم التغطية الصحية، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومراجعة مدونة الأسرة، في سياق حرص ملكي دائم على تعزيز كرامة المواطن وتمكين الفئات الهشة من الاستفادة من ثمار النمو.
على المستوى الدبلوماسي، نجح المغرب في تعزيز موقعه إقليميا ودوليا، بفضل دبلوماسية حكيمة ترتكز على مواقف واضحة ومبادرات مسؤولة. وقد تجلى ذلك من خلال الدعم الدولي المتزايد لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، وهو ما يعكس الاعتراف العالمي بمصداقية الطرح المغربي وقيادة جلالة الملك لهذا الملف الحاسم.
كما لم تغب الرياضة عن خارطة الإنجازات الوطنية، حيث حققت المملكة قفزات نوعية على مستوى البنيات التحتية والنتائج المحققة قاريا ودوليا. وتتوج هذه المسيرة الناجحة باختيار المغرب شريكا في تنظيم كأس العالم 2030، تأكيدا على مكانته كمحور تلاقي بين القارات، وتجسيدا لشغف شعبه ومهنيته في تنظيم التظاهرات الكبرى. ويظل عيد العرش محطة لتجديد العهد على مواصلة البناء تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس.
