حاورها علي الكوري
“هذا حوار أُجري مع طالبة باللغة الإنجليزية وتمت ترجمته إلى العربية
نفتح اليوم نافذة على تجربة أكاديمية متميزة من خلال حوار مع الطالبة سمر سليم، بمناسبة حصولها على شهادة الماستر في اللغة الإنجليزية، بعد إنجازها دراسة بحثية حول موضوع: “مهارات القوة في التعليم العالي المغربي: التصورات – الممارسات – التحديات”.
نسعى من خلال هذا اللقاء إلى تسليط الضوء على دوافع اختيارها لهذا الموضوع، والصعوبات التي واجهتها أثناء البحث، وأهم الملاحظات التي سجلتها حول واقع تدريس هذا المكون الجديد، الذي يطرح إشكالات لغوية وبيداغوجية تعكس الفجوة بين الخطاب الإصلاحي والممارسة الفعلية داخل الجامعة المغربية
1. What motivated you to choose the topic of “Power Skills” in the context of higher education? Was your choice influenced by your personal experience as a university student?
1. ما الذي جذبك إلى اختيار موضوع “المهارات القوية (Power Skills)” في سياق التعليم العالي، وهل كان لهذا الاختيار صلة بتجربتك كطالبة جامعية؟
The motivation for this topic stemmed from Morocco’s recent higher education reform, which introduced Power Skills as a mandatory module aimed at improving graduate employability. What caught my attention was the gap between policy and implementation. While the reform promotes transferable skills, I noticed issues like the use of French as the language of instruction in English departments, lack of pedagogical innovation, and minimal student engagement. Although I didn’t personally study this module, I was surrounded by peers who did, and I observed firsthand how confusing and inconsistent the implementation seemed. That inspired me to explore how students and instructors perceive, experience, and deliver this new component of the curriculum.
جاء الدافع لاختيار هذا الموضوع من الإصلاح الأخير الذي شهده قطاع التعليم العالي في المغرب، والذي أدرج “المهارات القوية” كمكون إلزامي بهدف تعزيز قابلية توظيف الخريجين. ما أثار انتباهي هو الفجوة بين السياسة والتطبيق. فرغم أن الإصلاح يشجع على تنمية المهارات القابلة للتحويل، لاحظتُ وجود مشكلات مثل استخدام اللغة الفرنسية كلغة للتدريس في شعب اللغة الإنجليزية، وغياب الابتكار البيداغوجي، وضعف تفاعل الطلبة. وعلى الرغم من أنني لم أدرس هذا المكون شخصيًا، فقد كنت محاطة بزملاء درسوه، وشاهدت عن قرب مدى الغموض والتناقض الذي طبع عملية تنفيذه. هذا ما دفعني إلى استكشاف كيف ينظر الطلبة والأساتذة إلى هذا المكون الجديد، وكيف يعيشونه ويقومون بتدريسه.
2. During your research journey, what was the most challenging stage you faced, and how did you overcome it both academically and personally?
2. أثناء إعدادك للبحث، ما أصعب مرحلة مررت بها، وكيف تعاملت معها أكاديميا ونفسيا ؟
2The most challenging stage was collecting instructor data. Despite reaching out to multiple teachers, only four responded. Academically, this posed limitations in terms of sample size, but I addressed it by clearly framing my study as exploratory and contextual. I balanced this limitation by ensuring the student dataset was more robust and by including qualitative interviews to deepen the analysis. Personally, it was frustrating, but I reminded myself that limited access is common in field research, especially at the master’s level. I focused on what I could control, refining my analysis and maintaining transparency in reporting the challenges.
كانت المرحلة الأكثر تحديا هي جمع المعطيات من الأساتذة. فرغم تواصلي مع عدد كبير منهم، لم أتلقَّ ردا إلا من أربعة فقط. أكاديميا، شكل هذا تحديا فيما يخص حجم العينة، لكنني تعاملت مع الأمر من خلال تأطير دراستي بوضوح على أنها استكشافية وسياقية. ووازنت هذا القصور عبر تقوية العينة الخاصة بالطلبة، وإدراج مقابلات نوعية معمقة لتعزيز التحليل. شخصيا، كان الأمر محبطا، لكنني ذكرت نفسي بأن محدودية الوصول إلى المعطيات أمر شائع في البحوث الميدانية، خاصة على مستوى الماستر. ركزت على ما أستطيع التحكم فيه، مثل تحسين التحليل وضمان الشفافية في عرض التحديات.
3. How do “Power Skills” differ from “Soft Skills” in the context of higher education, and how does this distinction impact learning outcomes?
3. ما الفرق بين “المهارات القوية” و”المهارات الناعمة” في منظور التعليم العالي، وكيف ينعكس هذا الفرق على مخرجات التعلم؟
In the context of this study, “Power Skills” refer to interpersonal and cognitive competencies such as communication, leadership, digital literacy, and critical thinking. While often used interchangeably with “Soft Skills,” the term “Power Skills” is meant to emphasize their essential nature in modern education and employment. This distinction signals a shift in how these competencies are perceived, not as optional or secondary, but as core to student success. In practice, however, the lack of clarity about what the module entails and how it should be delivered weakens its impact. When the teaching of Power Skills is inconsistent or language-mismatched, it limits students’ ability to fully benefit from the learning outcomes the reform intends to achieve.
في سياق هذه الدراسة، تشير عبارة “المهارات القوية” إلى الكفاءات التواصلية والمعرفية، مثل مهارات التواصل، والقيادة، والوعي الرقمي، والتفكير النقدي. وغالبًا ما تُستخدم هذه العبارة بالتبادل مع “المهارات الناعمة”، غير أن مصطلح “المهارات القوية” يهدف إلى التأكيد على الطابع الأساسي لهذه الكفاءات في التعليم المعاصر وسوق الشغل. ويُعد هذا التغيير في التسمية إشارة إلى تحول في كيفية النظر إلى هذه المهارات، باعتبارها أساسية وليست اختيارية أو ثانوية. ومع ذلك، فإن الغموض الذي يكتنف مضمون هذا المكون وكيفية تقديمه يضعف من أثره. فعندما يكون التدريس غير متسق أو غير متطابق لغويًا مع المسار الدراسي، يصبح من الصعب على الطلبة تحقيق الاستفادة المرجوة من الأهداف التعليمية التي يرمي إليها الإصلاح.
4. Do you believe that the lack of structured training in Power Skills is a barrier to the employability of university graduates What practical solutions do you recommend?
4. هل ترين أن غياب تكوين ممنهج في المهارات القوية يشكل عائقًا أمام قابلية التشغيل لدى خريجي الجامعات؟ وما الحلول المقترحة؟
Yes, the findings from my research suggest that the lack of structured training, clear guidelines, and pedagogical support hinders the effectiveness of the Power Skills module. Students often perceive the module as irrelevant or difficult to follow, especially due to the language barrier and abstract content. This undermines its goal of preparing graduates for the job market.
To improve this, I recommend:
• Providing targeted teacher training so instructors can effectively deliver the module using student-centered, interactive methods.
• Aligning the module’s language with the students’ academic track, i.e., delivering it in English for English Studies students.
• Developing clear, standardized content and objectives so students know what is expected and can see the relevance to their future careers.
نعم، تظهر نتائج بحثي أن غياب التكوين المنهجي، والإرشادات الواضحة، والدعم البيداغوجي، كلها عوامل تعيق فعالية مكون “المهارات القوية”. غالبًا ما ينظر الطلبة إلى هذا المكون باعتباره غير ذي صلة أو صعب الفهم، خاصة بسبب عائق اللغة والمحتوى المجرد. وهذا يقوض هدفه الأساسي المتمثل في إعداد الخريجين لسوق الشغل.
لتحسين هذا الوضع، أوصي بما يلي:
توفير تكوين خاص للأساتذة لتمكينهم من تدريس هذا المكون بطرق تفاعلية تتمحور حول الطالب.
ملاءمة لغة تقديم المكون مع المسار الدراسي للطلبة، أي تدريسه باللغة الإنجليزية لطلبة شعبة الدراسات الإنجليزية.
تطوير محتوى وأهداف موحدة وواضحة، حتى يعرف الطلبة ما يُنتظر منهم ويربطوا بين هذا التكوين ومساراتهم المهنية المستقبلية.
في ختام هذا الحوار، نثمن الجهد الأكاديمي الذي بذلته الطالبة سمر سليم في تناول موضوع يكتسي أهمية متزايدة داخل منظومة التعليم العالي المغربي. لقد أتاح لنا هذا النقاش فرصة لفهم أعمق للتحديات المرتبطة بتدريس “مهارات القوة”، وللتفكير في سبل تطوير هذا المكون بما يخدم مصلحة الطالب والجامعة على حد سواء. تجربة سمر تؤكد مرة أخرى أن البحث الأكاديمي الجاد يمكن أن يكون أداة فاعلة في تشخيص واقع السياسات التعليمية واقتراح بدائل قابلة للتنفيذ.