نون بوست علي الكوري
شهدت مدينة الداخلة في الآونة الأخيرة حركة غير مسبوقة لآليات البناء وشاحنات الأشغال العمومية التي تجوب أحياء المدينة وأزقتها، ضمن ورش كبير لإعادة التهيئة الحضرية، ما أحدث تغييرًا واضحًا في حركة السير، وسط تفاؤل واسع من الساكنة التي تنظر إلى هذه الأشغال كخطوة نحو وجه عمراني أكثر إشراقا.
أطلق المجلس الجماعي، برئاسة الراغب حرمة الله، سلسلة من المشاريع الكبرى التي تندرج ضمن رؤية شمولية لإعادة تأهيل الداخلة، تنفيذا للتوجيهات الملكية الهادفة إلى تحسين الإطار المعيشي للساكنة وتوفير بنية تحتية حديثة تستجيب لطموحات الساكنة المحلية.
باشرت الجماعة أشغال تحديث شاملة لشبكات الماء والتطهير، مع اعتماد تقنيات جديدة لاستعمال المياه المعالجة في سقي المناطق الخضراء، فضلا عن تقوية شبكة الإنارة العمومية، وتأهيل الساحات والمرافق العمومية وفق معايير بيئية وجمالية تحترم خصوصية المدينة.
ركز البرنامج التنموي أيضًا على إحداث ملاعب قرب موزعة بعدالة على مختلف الأحياء، يستفيد منها مئات الشباب بشكل يومي، إضافة إلى إعادة تنظيم الأسواق الجماعية، مثل سوق الجملة وسوق القرب، في حين لا تزال ستة أسواق أخرى قيد الإنجاز لتوفير بنية تجارية حديثة ومتنوعة.
يطمح المجلس، من خلال هذه الأوراش، إلى جعل الداخلة قطبًا حضريا واقتصاديا متميزا على صعيد الجنوب المغربي، مستفيدا من موقعها الجغرافي ومؤهلاتها البحرية، وذلك بإضفاء طابع عصري على بنيتها الحضرية ينسجم مع الدينامية التي تعرفها على عدة مستويات.
حدد مجلس الجماعة برنامجا تنمويًا يمتد حتى سنة 2027، يضم مراحل دقيقة لتنزيل هذه المشاريع، مع مراعاة متطلبات النمو الديمغرافي والامتداد العمراني، في أفق ترسيخ مكانة الداخلة كمدينة حديثة متكاملة ومتقدمة ضمن النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية
