نون بوست علي الكوري
الحزب يجدد التزامه بخيار الإصلاح ويؤكد على دور الأحزاب في بناء التوازن السياسي
نظم حزب العدالة والتنمية بجهة كلميم وادنون سلسلة من اللقاءات التواصلية ضمن برنامجه التأطيري للتواصل مع المواطنين وتوفير فضاءات للتفكير والنقاش حول التحديات التي يمر بها المغرب على مختلف الواجهات. وكان آخر هذه اللقاءات اللقاء التواصلي الذي نظمته الكتابة الجهوية للحزب بدار الشباب النصر بكلميم مساء يوم السبت 14 يونيو الجاري تحت عنوان: “المشهد السياسي ببلادنا في ظل المستجدات الحالية”، ضمن سياق يتطلب إجابات عميقة للتحديات التي يمر بها المغرب على مختلف الواجهات.
وخلال هذا اللقاء التواصلي، عرض الدكتور إدريس الأزمي الإدريسي، عضو الأمانة العامة ورئيس المجلس الوطني السابق لحزب العدالة والتنمية، تشخيصًا دقيقًا للأوضاع الحالية في البلاد. وفي هذا السياق، أكد أن الأزمة ليست محصورة في الأداء الحكومي، بل تتضمن إشكالات عميقة في التوازنات السياسية والاقتصادية التي تؤثر على المواطنين في محيطهم اليومِي.
الأزمي توقف عند التراجع في المشاركة السياسية بسبب فقدان الثقة في المؤسسات التمثيلية، بالإضافة إلى شعور فئات واسعة من الشعب بعجز الصوت الانتخابِي على تغيير الأوضاع. وهو ما أرجعه إلى إقصاء الفاعلين الحقيقيين وتضييق فضاءات العمل الحزبي وتبخيس دور الأحزاب في التنشئة على المواطنة والحق في اتخاذ القرارات الجماعية.
وتطرق المتحدث كذلك إلى التحديات التي يمر بها العمل الحزبي في المغرب، محذرًا من محاولات إفراغ الأحزاب وتفريغ العمل السياسي من محتواه التنظيمِي والبرامجي، بما يهدد التوازن في اللعبة الديمقراطية ويضعف دور الأحزاب في مراقبة الأداء الحكومي وتقديم البدائل. وفي مقابل هذا التراجع، شدد على أن حزب العدالة والتنمية سيواصل التزامه بخيار الإصلاح وتفعيل العمل التنظيمِي للتجاوب مع تطلعات المواطنين في التغيير.
عبد الله النجامِي، الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة كلميم وادنون، كان بدوره واضحًا في تصريح له على أن المؤتمر الجهوي السابع للحزب، الذي ينعقد اليوم الأحد 15 يونيو 2025، يشكّل محطَّة محورية ضمن سياق تجديد الهياكل الحزبية وتوفير الأداة للتنزيل الفعلي للتصورات البرنامجية على الأرض. ويعتبر هذا المؤتمر تتويجًا للتنزيل التنظيمِي على المستوى الوطني ويؤسس لانبعاثٍ متجددٍ للعمل الحزبي في جهة كلميم وادنون.
وتابع النجامِي أن التغيرات التي يشهدها محيط الحزب على الصعيدين الدولي والجهوي، بما في ذلك استمرار العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة، بالإضافة إلى التضامن مع الشعب الإيراني في محنته الحالية، تستدعي اليقظة والفعالية في الأداء والنضال ضمن سياق عام يتطلب الدفاع القوي والنزيه على الخيار الديمقراطي والكرامة الإنسانية.
من جانبه، صرح مبارك كدايل، الكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية بإقليم سيدي إفني، أن التحضيرات للمؤتمر تسير في ظروف تنظيمية محكمة وتنسجم مع التوجهات الوطنية للتنزيل الذاتي في الأقاليم الجنوبية. وشدد على أهمية تكوين نخب سياسية نظيفة وكفؤة تتجاوب مع التحديات التي تواجه هذه الأقاليم وتؤثر على تنميتها.
وأردف كدايل أن هذا الاستحقاق الداخلي يشكّل مناسبة للتفكير الجماعي في طريقة تخليق العمل الحزبي وتوفير بدائل تنموية تخدم الساكنة وتضمن لها ظروف عيش كريمة. ودعا المواطنين إلى المشاركة الفعلية في الاستحقاقات المقبلة واختيار ممثليهم على أسس الكفاءة والنزاهة، معتبرًا أن الإعلام يضطلع بدور محوری في مراقبة الأداء وتوفير معلومات موثوقة للتنزيل الصحيح للتجربة الديمقراطية في المغرب.
قال عمر سامِي الصلح، نائب الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة كلميم وادنون: “أود أن أضع متتبعي منبركم الإعلامِي المحترم في سياق هذا اللقاء التواصلي الذي نظمته الكتابة الجهوية للحزب بكلميم تحت عنوان: ‘المشهد السياسي لبلادنا في ظل المستجدات الحالية’، وهو اللقاء الذي أطره الأخ الدكتور إدريس الأزمي الإدريسي، حيث التحق بوادنون منذ مساء يوم الجمعة للإشراف على المؤتمر الجهوي السابع”.
وأضاف المتحدث أن هذا اللقاء يندرج ضمن الأدوار التي يضطلع بها حزب العدالة والتنمية، وفي مقدمتها تأطير المواطنين وتنويرهم وتقديم قراءة حول أبرز القضايا الوطنية ذات الراهنية التي تمسّ الحياة المعيشية للمواطنين
هكذا يتأكد أن حزب العدالة والتنمية بجهة كلميم وادنون ماضٍ في تكريس العمل الحزبي الجاد والنزيه في خدمة تنمية المنطقة وتوفير بدائل واقعية للتحديات التي يواجهها المواطنون. ويعتبر هذا اللقاء التواصلي محطَّة ضمن سلسلة محطات للتفكير الجماعي والنقد الذاتي وتوفير إجابات عميقة للتساؤلات التي يطرحها الواقع السياسي والاقتصادي في المغرب. في النهاية، يظل الرهان على انخراط المواطنين في الاستحقاقات المقبلَة واختيار ممثليهم على أسس الكفاءة والنزاهة هو السبيل الأضمن للتغيير والنهوض بأوضاعهم نحو الأفضل.