رشيدة مورشيد “إصدار جديد يفتح أبواب التعلم: كتاب ‘علبة الخياطة’ يرشد النساء إلى فن التفصيل والخياطة بكل بساطة”

11 يونيو 2025
رشيدة مورشيد “إصدار جديد يفتح أبواب التعلم: كتاب ‘علبة الخياطة’ يرشد النساء إلى فن التفصيل والخياطة بكل بساطة”

نون بوست    :       علي الكوري

رشيدة مورشيد، خياطة ومؤطرة في ورش الخياطة التابعة لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، هي امرأة آمنت بأن الحلم لا تحده الظروف، وأن بضع غرز بخيط وحب قادرة على تغيير الحياة. وُلدت بهولندا في العاشر من أكتوبر 1978، وبدأت مسارها المهني سنة 2011 داخل المركز السوسيو ثقافي بمدينة الزاك، حيث انطلقت أولى خطواتها نحو التمكين والتعليم. حصلت على شهادة في الخياطة سنة 2013 بميزة “حسن جدا”، وواصلت بعد ذلك صقل مهاراتها بالتعلم على يد خياطات محترفات، حتى أصبحت مؤطرة ثم مشرفة على ورش تعليم الخياطة بالنادي النسوي في مدينتي الزاك وآسا. رشيدة معروفة أيضا بانخراطها في العمل الخيري، وإيمانها بأن المعرفة تثمر حين تُعطى بسخاء، كما تجد في نقش الحناء فضاءً آخر للتعبير عن فنها وذوقها الرفيع.

انطلاقًا من تجربتها الطويلة ومخالطتها اليومية للنساء، أصدرت كتابًا بعنوان “علبة الخياطة: التفصيل والخياطة بكل بساطة”، موجه لكل امرأة تسعى لتعلّم فن الخياطة، ليس كمهنة فقط، بل كأداة للتمكين والاعتماد على الذات. هذا الكتاب لم يُكتب بلغة تقنية معقدة، بل بلغة الحياة، لغة بسيطة وواضحة مفعمة بالنية الطيبة. جاءت فكرته من حاجة حقيقية، من نساء خرجن من بيوتهن بحثا عن وسيلة دعم لأسرهن في ظل ظروف معيشية قاسية، ومن رغبة صادقة في أن يكون لكل امرأة فرصة للتعلم مهما كان مستواها الدراسي أو وضعها الاجتماعي.

يركز الكتاب على تقديم مفاهيم الخياطة والتفصيل بطريقة عملية وسهلة، تناسب المبتدئات تماما كما تفيد المحترفات. يوضح أهم الأدوات الأساسية التي تحتاجها كل خياطة، من أدوات التفصيل كالمقص والمسطرة والورق المقطّع، إلى أدوات الخياطة كالإبرة والخيط والمكواة، وصولًا إلى الأدوات المشتركة مثل الدبابيس والشريط القياسي والورق المقوى. هذا التبويب المنظم للأدوات يساعد القارئة على استيعاب مراحل العمل وفهم الاحتياجات الضرورية لكل خطوة.

كما أفرد الكتاب جزءا مهما للحديث عن آلات الخياطة، مبينا أنواعها المختلفة من الميكانيكية إلى الإلكترونية والصناعية. يشرح مميزات كل نوع، وسرعة الخياطة التي توفرها، إضافة إلى دقتها وتنوع استخداماتها في مجالات متعددة، من صناعة الملابس إلى تصليحها وصناعة المنسوجات المنزلية. هذا الجانب العملي يجعل الكتاب مرجعا متكاملا للمهتمات بمجال الخياطة، سواء كن مبتدئات أو يطمحن لتطوير مهاراتهن في المجال المهني.

 

كتاب “علبة الخياطة” ليس مجرد دليل تقني، بل هو دعوة مفتوحة للتعلم بثقة ومن دون تعقيد. يحمل بين صفحاته وعدا بأن الخياطة ليست حكرا على مصممي الأزياء أو المحترفين، بل يمكن لكل امرأة، مهما كانت ظروفها، أن تتقن هذا الفن الجميل. إنه مشروع تمكين، بني بحب وتجربة، وأسلوب يحاكي بساطة الحياة وعمقها في آن واحد.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة