من المسؤول عن تدهور مدينة العبور ( طانطان ) ؟

19 مايو 2025
من المسؤول عن تدهور مدينة العبور ( طانطان ) ؟
من المسؤول عن تدهور مدينة العبور ( طانطان ) ؟

 

علــي الكـــوري .

تعيش مدينة طانطان وضعا مقلقا لا يليق بتاريخها ولا بمكانتها كإحدى بوابات الجنوب المغربي. في زمن يشهد فيه المغرب أوراشا كبرى للنهوض بالأقاليم، ما زالت طانطان ترزح تحت وطأة التهميش وركود البنية التحتية، وكأن عجلة التنمية لم تصلها بعد، أو أن هناك من أوقفها عمدا.

يتساءل المواطن الطنطاني اليوم، بحسرة ومرارة، عن سبب هذا التراجع الذي أصبح يطال أدق تفاصيل الحياة اليومية. شوارع محفرة، أرصفة غير مهيأة، فضاءات عمومية تفتقر إلى الحد الأدنى من الجمالية والراحة، ومرافق لا تواكب حاجيات الساكنة المتزايدة. هذه المؤشرات كلها ترسم صورة لمدينة تحتاج فعلا إلى عملية إنقاذ شاملة.

يحمل كثير من السكان المسؤولية للمجالس المنتخبة التي تعاقبت على تدبير الشأن المحلي، دون أن تقدم رؤية متكاملة أو مخططًا تنمويا يعيد للمدينة بريقها. لم يكن القصور في الموارد فحسب، بل في الإرادة، وفي الكفاءة، وفي الوعي بحجم المسؤولية. فقد أدت اختيارات انتخابية غير موفقة في مراحل عدة إلى إنتاج نخب لم تكن في مستوى تطلعات المواطنين ولا في مستوى رهان التنمية.

يدرك أبناء طانطان، وبخاصة الغيورون على مدينتهم، أن الخروج من هذا الوضع يتطلب أكثر من مجرد انتقادات عابرة. إنما يتطلب حوارا مسؤولا، ومبادرات حقيقية من الفاعلين المحليين، ودعما فعليا من الدولة بمختلف مؤسساتها، لإنصاف هذه المدينة التي تمثل نقطة وصل استراتيجية بين جهات المغرب الجنوبية.

ومن خلال جولة ميدانية خلال فعاليات موسم طانطان، بدت المفارقة صارخة بين الغنى الثقافي الذي يزخر به الحدث، وبين الواقع اليومي الذي يعيشه المواطن البسيط في الأحياء الهامشية والشوارع المهترئة. موسم كبير في وجه مدينة صغيرة على مستوى الخدمات!

ومن هنا نطرح سؤالا مشروعا : من المسؤول عن تدهور مدينة العبور؟ وهل من عقلاء يحملون مشروعا حقيقيا لإنقاذ طانطان من زمن الانتظار؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة