نــــون بـــوســت : عـلـــي الـــكــوري
تشهد الأقاليم الجنوبية حراكا سياسيا ملحوظا مع اقتراب الانتخابات المقبلة، حيث بدأ حزب التجمع الوطني للأحرار بتنظيم لقاءات تواصلية كبيرة، كان أبرزها اللقاء الجماهيري الضخم الذي عُقد بجهة الداخلة، مما يعكس طموح الحزب في توسيع نفوذه حتى في مناطق تُعرف بولائها لحزب الاستقلال. وعلى الجانب الآخر، نظم حزب الاستقلال لقاء بقيادة ولد الرشيد بمدينة السمارة، في محاولة لتعزيز حضوره في هذه المنطقة التي تُعرف بعنادها وتمردها على الأحزاب بعد تخليهم عن الوعود. هنا يبرز السؤال: هل أوفى حمدي ولد الرشيد بوعوده لساكنة السمارة؟
في سياق متصل، يحضر حزب الأحرار لعقد لقاء كبير بمدينة العيون، كبرى مدن الصحراء، التي تُعرف بأنها معقل حزب الاستقلال ومنزل ولد الرشيد. ورغم صعوبة المنافسة، يُلاحظ أن حزب الأحرار قد نجح إلى حد ما في اختراق هذا المعقل ولو بنسبة مئوية ليست بالكبيرة. هذه الخطوة تُظهر رغبة الحزب في تعزيز وجوده بمناطق النفوذ التقليدية لحزب الاستقلال، مما يعكس تصاعد التنافس بين الحزبين.
تأتي هذه التحركات السياسية في إطار تنافس مبكر، حيث يرى العديد من المتابعين أنها بمثابة حملات انتخابية سابقة لأوانها، تهدف إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من الناخبين قبل بداية الفترة الرسمية. بينما يرى آخرون أنها مجرد لقاءات تواصلية طبيعية في إطار الدينامية الحزبية المعتادة. في المقابل، تستعد أحزاب أخرى لعقد لقاءات سرية ومعلنة في مختلف مناطق الأقاليم الجنوبية، مما يزيد من سخونة المشهد السياسي قبل الأوان.
وسط هذه الدينامية، يطرح المواطنون تساؤلات حول أداء الحكومة الحالية ذات التركيبة الثلاثية: هل استطاعت تحقيق ما وعدت به في برامجها السابقة؟ أم أن الأوضاع بقيت على حالها دون تغييرات تذكر؟ يبقى الشارع الجنوبي في حالة ترقب لمآلات هذا التنافس السياسي، منتظراً ما ستحمله الأيام القادمة من تطورات، خاصة في ظل استمرار الحملات غير المعلنة واستمرار الوعود الانتخابية التي قد لا تتحقق
