
في مدينتي مطار ، ليس ككل مطارات المدن في العالم ،
إنه مطار للنزول الإضطراري ، وكان أول ما بُنِي بها ، وقد أعطاها حياة و وجودا ، فكان يٓستقبل رحلات من جزر الكناري و من باقي المدن الإسبانية ، بل و العالمية ، منذ زمن طويل وهو معطل و تعطلت معه المدينة .
ويومًَا من الماضي القريب سُئِلَ مسؤول أريد له أن يكون رفيعا عن إعادة تشغيله أو إلغائه . فكان جوابه أغرب جواب نسمعه في هذا البلد حيث قال :
<<أمر هذا المطار بيد جهات عليا>> .
وكانت غايته من صنع هذا الجواب تهيئ الظروف لتقديمه طعما للوبيات عقارية ، ويقتضي ذلك إغلاق باب البحث عن سُبُلِ إرجاعه الى سابق عهده . كما يقتضي سدٓ باب خروج أية مبادرة جادة لتفكيك شفرة إهماله والسعي إلى محوه من الوجود .
لولا وروده في كثير من الخرائطة العالمية للملاحة الجوية ، ولولا هذه الصورالمنتشرة لزمن تشغيله في العهد الإسباني والتي تُبْرزُ استقباله لكل أحجام الطائرات .
ولولا تلك البناية الشاهدة عليه المكتوب عليها ( أيوروبورتي .) لتمت إزالته منذ زمان ، ولتم توزيعه للمحظوظين المعروفين والمعدودين – الذين يشتغلون في صمت والذين يتقنون فن التودد لكل من بيده مسؤولية ما أيا كانت جهتها- ليحولوه إلى مشاريعهم المتخلفة ، بنايات سكنية يكترونها، استثمارات بفكر وروح إسمنتيان . إنهم لوبي مدمر .
هناك من يسعى بجهد جهيد إلى فتحه للتعمير بدل فتحه للملاحة الجوية ، وسيرتكب هؤلاء إن أفلحوا في مسعاهم هذا أكبر خطأ في حق المدينة ، ينضاف إلى مئات الأخطاء القاتلة .
أعيدوا فتح مطار إفني في وجه الملاحة وطنيًٓا و دولياكسابق عهده . فلم نسمع قط في هذا البلد أن مدينة ما فرطت أو تنازلت عن منشآة تربطها بالعالم الخارجي .
أماالتهيئة العمرانية فيمكن أن تسير في الإتجاهات الثلاث إن توفرت الإرادات الحقيقية والواضحة في توسع المدينة، توسعاملتزما بالبعد البيئي الذي هو ركيزة التسويق السياحي لمدينتنا ، بعيدا عن تحكم لوبيات الدمار، والتي ازداد حضورها السياسي مما يخول لها صنع بلوكاج في وجه كل أمر محمودة أهدافه ومقاصده عند العموم ، كل أمر سيخالف مصالحهم الخاصة جدا كالتأهيل الفني والتقني للمطار .