عن تكوين الأساتذة الجدد..

12 يناير 2022
عن تكوين الأساتذة الجدد..

أعلنت وزارة التربية الوطنية بداية هذا الأسبوع عن انطلاق السنة التكوينية الجديدة ، حيث سيتم تكوين الأطر الجديدة الملتحقة حديثا بمهن التعليم.
إزاء هذا “الحدث” ، لا يمكن أن يمر دون إبداء هذه “الخواطر” التي نعي ألا أحد يعتمدها أو “يعبرها” مثلما نعي أنه من واجبنا إطلاقها في هواء التعليم في البلد…
ــــــــــــــــ
لاشك في أن التكوين ، و التكوين الجيد ، هو مفتاح من مفاتيح أبواب الاصلاح الكثيرة… نتفهم أن يكون هناك اهتمام بهذا العنصر الأساسي الذي يؤهل الأساتذة مهنيا و معرفيا..
لكن ماذا عن تأهيل التكوين في حد ذاته؟! وماذا عن إصلاحه هو أيضا؟! وماذا عن تكوين المكونين أيضا ؟!
لا يمكن في نظري غير المتواضع هنا أن نركز فقط على مشاريع الأساتذة باعتبارهم وجه الاصلاح التعليمي دون أن نغير عقلية التكوين و طريقة “إعداد” و “انتقاء” و “تكليف” المكوِّنين… وطرق التكوين و تقويمه العتيقة!
ودعونا من “تصريحات” مدراء المراكز عند بدء كل عام و عند مجيء كل وزير جديد ، فهم جزء من هذه الأزمة التي لا تزال ترخي بضلالها!
ــــــــــــــ
في هامش آخر ذي صلة بالتكوين ايضا ، فإنه لا معنى لسنتين تكوينيتين لا تجد فيها مجاميع الاساتذة مادتين أساسيتين في نظرنا ، تفرضهما ضرورة الزمن المغربي الحالي : و لنسمهما الآن مادتي “العنف المدرسي” و “الانفتاح على عوالم الانترنيت”..
لا يمكنني تخيل أن تكوينا “حديثا” و “عصريا” و “ناجعا” و “ناجحا” لأساتذة القرن الواحد و العشرين لا يتضمن مادة متخصصة تطرح امامهم قراءة تربوية و سوسيولوجية لعنف المدارس..و اقصد عنف التلاميذ تجاه المدرسة و المدرسين..بوضوح.. وتهيئهم لمواجهتها تربويا بدل الزج بهم إلى عالم يصبحون فيه ضحايا …
كما لا يمكن تخيل أساتذة المستفبل دون أن يدرسوا عوالم المستقبل ، من المعلوميات الحديثة و عوالم الانترنيت للإفادة منها وبها في عملهم و في فهمهم لأجيال ذاك عالمها..
ـــــــــــــ
كما لا يمكن أن نمر دون الأهم الذي نعد له هؤلاء..الوضعية المادية والاعتبارية.. وهي وضعية لا يمكن ان تتم دون تسوية ملفهم العالق الموسوم بـ”أطر الأكاديمية”.. وهو موضوع لن أطيل فيه فالمغرب كله أو يكاد ملم به و على وعي به و يتعاطف معه…
يبقى أن يزيل عنهم “المسؤولون” الضيم الكبير الذي يحسونه ، و يناضلون من اجل إزاحته…
وحتما سيكون لهم ذلك…
محمد المراكشي،
مع التحية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة