رسالة عــــزيـــــــــــــــــــز.

3 نوفمبر 2021
رسالة عــــزيـــــــــــــــــــز.

لن اتناول في هذه الهوامش شذرات من حياة شاب اسمه عزيز جبارة ، فقدناه امس بسيدي إفني في ظروف محزنة.. كما ليست هذه السطور معنية بسد ما يمكن أن يكون نهما للأخبار و تفاصيلها.. فذاك لا معنى له مع رحيل شاب في عمر الزهور كان مليئا بالأمل بغد افضل .
فقد رحل الرجل تاركا لنا حرقة الألم و الأسئلة ، حرقة يحس بها كل من عرفه أو عاشره أو رافقه في مسيرته الجامعية و المهنية و الحقوقية و المدنية .. ومن أهم هذه الحرقات : حرقة الوعي الشقي!
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ليس عزيز الوحيد في هذه المدينة الصعبة الذي لديه هذا الوعي الشقي ، الحالم بغد مغاير و مستقبل ليس كما هو عليه حال الشباب اليوم ،المتعلمين منهم على الخصوص..ولعل هذا الشقاء قد رافقه منذ خطواته الأولى في تحقيق حلمه الأول الذي دفعته صورة و”اجتهاد” تعسفي في حرمانه منه ، و لم يغادره وعيه المناضل الشقي بعد هذه “الصدفة” القاتلة ببطء..
إننا ندفع أبناءنا في اتجاه هذه المصائر الحزينة دون ان نشعر بهول ما نصنع ، وهول ما نجعله من ألم يكبر معهم نتيجة “لاوعي” لمن يفترض فيهم ألا يجعلونا ننتظر الساعة!
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قد لا يعجب هذا الكلام الكثيرين و هو أمر مهم -في نظري- هذه الصدمة..لعلنا نستفيق أمام ما يختزن في صدور أبنائنا من الم نتيجة كل ما يمكن أن نتصوره و لا نتصوره من نتائج السياسات الفاشلة في احتضان الشباب و احتضان احلامهم و في بعث الحياة في آمالهم.. كما هو أيضا نتيجة كل التهاون في الاقتراب من نار حرقتهم وآلامهم الدفينة من طرف محيطهم من الأصدقاء و الرفاق و زملاء العمل و الفاعلين القريبين من امثال عزيز …
عزيز أبى إلا ان يكون رسالة مرة إلينا جميعا في آخر حياته القصيرة التي مرت مثل نسائم صباح حالم…


لروحه السلام و الرحمة..


محمد المراكشي،
مع كل العتاب و المحبة!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة