جهة كلميم وادنون وإرتفاع البطالة بشكل مثير

25 أغسطس 2021
جهة كلميم وادنون وإرتفاع البطالة بشكل مثير

نون بوست – علي الكوري

كل سنة تظهر لنا المديرية الجهوية للمندوبية السامية للتخطيط بجهة كلميم وادنون بأرقام تجعل الدولة والمؤسسات المنتخبة أمام معضلة البطالة التي بلغ معدلها %22 سنة 2020، وهو رقم يحتل المراكز المتقدمة على المستوى الوطني، وهذا ناتج عن تخبط المؤسسات في التدبير الجهوي والمحلي وعجزهم عن تقليص الارقام المترتفعة، بخلق شراكات مع الشركات الخاصة وخلق برامج تنموية بالجهة.

فمن خلال البحث والمقارنة بين السنوات الماضية نلاحظ تسجيل زيادة قدرها 3.7 نقطة مقارنة مع 2019، وذلك من خلال مذكرة إخبارية للمديرية الجهوية التي أوضحت فيها عدد العاطلين عن العمل داخل الوسط الحضري بالجهة بـ 3826 عاطلا بين عامي 2019 و 2020، ونفس الشيء ينطبق على الوسط القروي ارتفع بأزيد 700 عاطل من نفس السنة المذكورة، الشيء الذي مما جعل لموقع نون بوست التواصل مع بعض الفعاليات الجمعوية بجهة كلميم وادنون حول الأسباب التي تجعل الجهة تتربع على مقدمة الجهات من ناحية البطالة، مع أنها تتميز بالكثير من الثروات التي لم تستغل بشكل جيد.

وفي هذا الصدد، صرح الفاعل الجمعوي عبد الرحمان الرغاي من إقليم كلميم، “أن احصائيات المندوبية السامية للتخطيط، تشير إلى مواصلة تبوء جهة كلميم وادنون صدارة معدلات البطالة وطنيا، وهو الأمر الذي ينذر بتنامي مشاعر الاستياء والإحباط لدى شباب الجهة عموما، إذ تعد تحديا كبيرا للدوائر المعنية، خصوصا مع ضعف المبادرات الداعمة للتشغيل وتعثر مشاريع التشغيل الذاتي، ورغم المبادرات التي أطقتها عدد من الهيئات في سبيل التقليص من البطالة عبر دعم التشغيل على مستوى الجهة، إلا أنها تبقى محتشمة ولا تلبي انتظارات وتطلعات فئة الشباب..” مضيفا “ومن المقترحات الهامة في اعتقادي التي أجدها مجدية للتقليص من معدلات البطالة، تعزيز برنامج دعم التشغيل الذاتي والمؤهل بالنسيج الجمعوي ومؤسسات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني عبر توفير دعم للتشغيل ذي المنفعة الاجتماعية الذي سيمكن من خلق فرص لإدماج الشباب حاملي الشهادات أو بدونها، كما أن الإقليم في حاجة ماسة إلى مجموعة من التخصصات في قطاع التكوين المهني والى توسيع العرض الجامعي والتربوي، وتعزيز خدمات وكالات انعاش وتشغيل الكفاءات، فضلا عن مضاعفة استثمارات الدولة وتصفية مشاكل العقار بالإقليم”.

وبما أن الموضوع يهم جهة كلميم وانون، ربطنا الاتصال بأحد شباب إقليم آسا الزاك، مولود كريمز، من جهته قال “مما لا شك فيه أن الشباب يشكل اللبنة الأساسية في تقدم أي مجتمع كيف كان نوعه، ومهما كانت خصائصه، والمجتمع لا يستقيم إلا بهذه الشريحة، ولا يصلح إلا بصلاحها، غير أن هذا الواقع لا ينطبق للأسف على اقليم أسا الزاك، وجهة كلميم وادنون بصفة عامة، حيث نجد دور الشباب مغيب في شتى المجالات أما نتيجة تراكمات مجتمعية قوامها العادات والتقاليد، أو لأمور فرضها الواقع أن هذه الشريحة مغلوب على أمرها، ولا يوجد من يدافع عنها نتيجة غياب تمثيلية قوية لها داخل المجالس المنتخبة، فهذه الشريحة أنتجت مؤخرا نخب واعية بحجم انشغالات المجتمع وواقعه المعيش الذي يتخبط في مشاكل جمة يعد شباب المنطقة ضحيتها الاولى من قبيل البطالة التي تصل في المنطقة لمستويات مرتفعة، وما ينتج عنها من مظاهر مشينة كالانحراف، وارتفاع نسبة استهلاك المخدرات، الى غير ذلك من الظواهر، هذا الواقع بدأ يفرض التعامل معه بكل جدية حتى لا يستفحل ويشكل سرطان يستحيل علاجه”، مضيفا في كلامه “نجد أنفسنا نحن كشباب واعي بالمسؤولية وبحجم الرهانات مرغمين على دخول غمار الانتخابات لتغيير الصورة النمطية المتوارثة، ومحاولة حمل هموم هذه الشريحة من خلال البحث عن حلول جديدة للمشاكل التي تتخبط فيها المنطقة وشبابها، والدفع بعجلة التنمية لأنها السبيل الوحيد للخروج من المأزق والاكراهات السوسيو مجالية للمنطقة وفق رؤية متبصرة تستلهم من الخطابات الملكية اسسها أولا، ومن النموذج التنموي الجديد محاورها، والتركيز على بيئة المنطقة وخصائصها وثراوتها الطبيعية، ورأسمالها البشري الغني بالطاقات الحية، وتنوعها الثقافي للنهوض بها. بالعمل الجاد والبحث عن شراكات حقيقية تراعي خصوصية المنطقة وتستغل مجالها تدفع باللاقليم نحو الافضل، وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة حتى يستفيد شباب المنطقة، وينعكس ذلك على واقعهم الاجتماعي”.

وللتعمق أكثر في هذا الموضوع الذي أصبح يشكل تحدي كبير أمام جميع المؤسسات سواء على المستوى الوطني أو الجهوي، كان لنا اتصال بالفاعلة والشابة عيشة وداك والتي جاءت مداخلتها بتحمل النخب كامل المسؤولية، تقول “يصادف عيد الشباب لهذه السنة حدثا وطنيا هاما يتلخص في الاستحقاقات الانتخابية لشتنبر 2021، ولعل من أهم الأفكار الرائجة في جهة كلميم وادنون على غير العادة، أصوات عديدة أصبحت تنادي بمشاركة فعالة للشباب من أجل تغيير الواقع إلى الأفضل، وهذا أمر يدعو إلى التأمل، هل نستطيع أن نكسب هذا الرهان الشبابي في الاقتراع القادم ياترى؟ أم إن الأمر لايعدو أن يكون موضة لحدث عارض ستزول بانتهاء الانتخابات؟ وحدها الأيام القادمة ستبين حجم ايمان الشباب بالانخراط الفعلي لا بالشعارات فقط في انجاح هذه التجربة”.

تضيف الشابة عيشة “وإذا كانت نسبة البطالة بالجهة تفوق المعدل الوطني، فإن أمر القضاء عليها رهين بالتزام النخب المدبرة للشأن العام ببرامج واضحة تقوي من دعم الشغل بأنواعه، التوظيف لحملة الشواهد، ودعم المقاولات الذاتية وتثمين المنتوج المحلي… وفي ذلك نوع من الضاء على سلبيات الانحرافات المتزايدة بشكل كبير، وظهور سلوكيات لاقبل للجهة بها”.

وأضاف الفاعل الجمعوي والسياسي باقليم طانطان أسامة أفوشال “غياب فرص الشغل بمدينة الطنطان بشكل خاص ومدن الصحراء بصفة عامة، فأغلب الشباب تجده بين الازقة والمقاهي في غياب فرص للعمل، مما يولد لهم الرغبة في الهجرة نحو أوروبا عبر قوارب الموت وكم من فاجعة كان ضحيتها شباب في مقتبل العمر فالمسؤولية مشتركة يتقاسمها منتخبون جاثمون على صدور الساكنة همهم الوحيد والاوحد سرق الميزانيات واحلام الشباب فاغلب الشباب بالطنطان يموت بشكل بطيء في غياب ارضية خصبة للاستثمار فمدينة الطنطان لم تتحرك من مكانها لعدة عقود نفس البنية التحتية ونفس العقليات ومنتخبون بدون رغبة في جلب فرص للشغل… نتمنى من الدولة أن تعطي أولوية لمدينة الطنطان ومدن الجنوب بصفة عامة”.

ومن خلال تصريحات هذه الفعاليات الشابة التي تتواجد بجهة كلميم وادنون، والتي تحمل شواهد عليا، على المؤسسات المنتخبة خلق برامج تنموية وشراكات مع مؤسسات خاصة من أجل تخفيف معضلة البطالة بهذه الجهة، التي تعاني من التدبير العشوائي، ومن منتخبين يسيرون مؤسسات وقطاعات لها كامل الصلاحية بخلق برامج تنموية يستفيد منها شباب عاطل عن العمل وله شواهد تخول له الاشتغال بعدة قطاعات.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة