خسارة نقابة البيجيدي ليست مؤشرا.

23 يونيو 2021
خسارة نقابة البيجيدي ليست مؤشرا.

نعم ، خسرت نقابة العدالة و االتنمية كثيرا من مواقعها في انتخابات اللجان الثنائية.. لكن وجب الانتباه إلى أن خطاب “خصومها” بكون ذلك مؤشرا على خسارتها الانتخابية في شتنبر المقبل هو خطاب مبالغ فيه..

١ـ ينظر الكثير من “المحللين” بقليل من الموضوعية لتعليق آمنة ماء العينين على هذه النتائج المخيبة ﻵمال حزبها “الحاكم” منذ عشر سنوات.. و السبب أنهم يضعونه مبررا للقول إن البيجيدي سيخسر الانتخابات المقبلة و ما جرى له في التعليم مؤشر قوي على ذلك.
إن ما قامت به ماء العينين هو واجب “نضالي” حزبي حيث إنها تنبه إلى ما وقع ، و تفتح الباب أمام نقاش داخلي كبير يستحضر الذي وقع لاستنهاض القوة المتراخية لحزبها بفعل المواقع و المناصب الوزارية و الحكومية.. هي فقط لا تريد أن يعيد تاريخ الاتحاد الاشراكي نفسه في نسخة الاسلاميين..
على اية حال ، الاسلاميون الحكوميون أظهروا براعة كبيرة في تجاوز مثل ما وقع لـ”حزب القوات الشعبية”!

٢ـ لم يستحضر ” المحللون” أن هذه الانتخابات ، التي أعطت هذا المؤشر القوي في نظرهم ، هي انتخابات مهنية فقط ..وهي لا تعكس إلا آراء فئة اجتماعية معروفة اصلا بالتقلب حسب مطالبها و خساراتها الاعتبارية. لقد تضرر موظفو التعليم كثيرا من إجراءات حكومة العدالة و التنمية و حلفائها (ذكر الحلفاء ضروري و مقصود).. لكن لسوء حظ البيجيدي أن له ذراعا نقابيا يمكن النيل منه .
ما يجب وضع السؤال حوله هو : أين ذهب الخزان الانتخابي من أصوات منخرطيه و عاطفيه و المؤمنين بعقيدته السياسية؟!
استحضروا النتائج المفاجئة لبعض النقابات ، و استحضروا ترشيحات بعض “المحسوبين” على خط انتصارات نقابة العدالة و التنمية السابقة في لوائح نقابة اخرى ، و استحضروا ايضا من عاقبها (من أهل الدار) بعدم التصويت… ستجدون أجوبة.

٣ـ يعتبر بعض المحللين كذلك أن خزان العدالة و التنمية الانتخابي ركز على التعليم.. نعم. لكن ، ذاك زمن مضى مثلما مضى مثيله لحزب الاتحاد الاشتراكي بعد تجربة “الحكم”. لكن الاختلاف بين التجربتين هو ان الثانية هذه كانت فطنة للغاية على عهدة بنكيران..
فقد هيأ بنكيران بخطابه “الشعبوي” ضد الوظيفة العمومية و الموظفين “رأيا عاما” آخر من فئات اجتماعية بسيطة استطاع من خلالها أن يجعلها خزانا يمكن استنهاضه بخطاب مفاجئ منه أو فيديو لإحدى خرجاته..
لم يراهن بنكيران ،وعلى خطاه حزبه بعد ، على الطبقة المتوسطة المتذبذبة في مواقفها و المتضررة كثيرا من “سياسات” حكومتيه..

انطلاقا من هذه الهوامش ، صعب القول إن انتخابات التعليم مؤشر قوي على هزيمة وشيكة للعدالة و التنمية في الانتخابات المقبلة… أمام “حلفائها”!!!!

محمد المراكشي،
مع التحية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة